نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 394
قال له محمد : إني لم أبغك قاصا ، إنما أردت منك الرأي . قال إسماعيل : إن رأى أمير المؤمنين أن يوضح لي الأمر لأشير عليه بمبلغ رأيي ونصحي فعل . قال : إني قد رأيت أن أعزل أخي عبد الله من خراسان ، واستعمل عليها موسى ابن أمير المؤمنين . قال إسماعيل : أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تنقض ما أسسه الرشيد ، ومهده ، وشيد أركانه . قال محمد : إن الرشيد موه عليه في أمر عبد الله بالزخرفة ، ويحك يا بن صبيح ، إن عبد الملك بن مروان كان أحزم رأيا منك ، حيث قال : ( لا يجتمع فحلان في هجمة إلا قتل أحدهما صاحبه ) . قال إسماعيل : أما إذ كان هذا رأيك ، فلا تجاهره ، بل اكتب إليه ، وأعلمه حاجتك إليه بالحضرة ، ليعينك على ما قلدك الله من أمر عباده وبلاده ، فإذا قدم عليك ، وفرقت بينه وبين جنوده كسرت حده ، وظفرت به ، وصار رهنا في يديك ، فائت في أمره ما أردت . قال محمد : أجدت يا ابن صبيح ، وأصبت ، هذا لعمري الرأي . ثم كتب إليه يعلمه أن الذي قلده الله من أمر الخلافة والسياسة قد أثقله ، ويسأله أن يقدم عليه ليعينه على أموره ، ويشير عليه بما فيه مصلحته ، فإن ذلك أعود على أمير المؤمنين من مقامه بخراسان ، وأعمر للبلاد ، وأدر للفئ ، وأكبت للعدو ، وآمن للبيضة . ثم وجه الكتاب مع العباس بن موسى ، ومحمد بن عيسى ، وصالح صاحب المصلى . فساروا نحو خراسان ، فاستقبلهم طاهر بن الحسين مقبلا من عند المأمون على ولاية الري ، حتى انتهوا إلى المأمون وهو بمدينة مرو ، فدخلوا عليه ، وأوصلوا الكتاب إليه ، وتكلموا .
394
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 394