نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 372
وخرج من منزله ، وأنا أمشي معه ، حتى انتهى إلى باب المدينة الذي يلي دجلة ، وكانت المفاتيح معه ، وأمر الأحراس أن يفتحوا الباب ، وقال لهم : ( أريد الخروج لاستطلاع بعض الأمور ، وأنا منصرف بعد ساعة ) . ثم خرج ، وأمرني بإغلاق الباب وأخذ المفاتيح . فقال لي فيما بيني وبينه إذا أصبحت فانطلق بالمفاتيح حتى تدفعها إلى ابن هبيرة من يدك إلى يده ، أعلمه أني له هناك أفضل مني له هاهنا ، ثم ودعني ، ومضى ، وانصرفت إلى منزلي . فلما أصبحت أتيت باب قصر الإمارة ، فاستأذنت على ابن هبيرة . فقال لي الحاجب : هو قاعد في مصلاه ، لم يقم عنه . قلت : أعلمه أني أتيته في مهم . فأذن لي . فدخلت ، وهو قاعد في محرابه ، وعليه كساء بركاني [1] معلم ، فسلمت عليه بالإمرة . فرد السلام . وقال : مهم . فحدثته بأمر زياد بن صالح ، فدمعت عيناه . وقال : بمن تثق اليوم بعد زياد ، وتوليتي إياه الكوفة ، ووبري به ؟ فقلت : أيها الأمير : إن الله ربما جعل في الكره خيرا ، وأرجو أن ينفعك الله بمكانه هناك . فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله . ثم قال : يا غلام ، علي بطارق بن قدامة القسري . فدخل عليه ، وأنا جالس عنده ، فدفع إليه تلك المفاتيح .