نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 373
وقال : يا طارق ، إني قد اخترتك لحراسة هذه المدينة على جميع أصحابك من خاصتنا ، فكن كنحو ثقتي بك . * * * ولما طال على ابن هبيرة الحصار بعث إلى المنصور يسأله الأمان ، فأرسل إليه : ( إن أردت أن أؤمنك على حكم أمير المؤمنين أبي العباس فعلت ) . فشاور ابن هبيرة نصحاءه ، فأشاروا عليه أن يفعل . فأرسل إلى أبي جعفر يعلمه : أني راض بذلك . فكتب إليه أبو جعفر ذلك بخطه ، وأشهد على نفسه بذلك القواد . فخرج ابن هبيرة إلى أبي جعفر في نفر من بطانته ، فدخل عليه ، وهو في سرادقه ، وحول السرادق عشرة آلاف نفر من أهل خراسان مستلئمين في السلاح ، فأمر أبو جعفر بوسادة ، فجلس عليها قليلا ، ثم نهض ، ودعي له بدابته ، فركب ، وانصرف إلى منزله ، وفتحت أبواب المدينة ، ودخل الناس بعضهم في بعض . قالوا : وأحصى ما في الخزائن من الأموال والسلاح ، وما بقي من الطعام والعلف الذي كان ابن هبيرة قد ادخر ، وأعد للحصار ، فكان المال ثلاثة آلاف ألف درهم ، ومن السلاح شئ كثير ، وطعام ثلاثين ألف رجل ، وعلف عشرين ألف رأس من الدواب سنة . وإن أبا جعفر كتب إلى أبي العباس يخبره بخروج ابن هبيرة على حكمه ، ويسأله أن يعلمه الذي يرى فيه . فكتب أبو العباس : لا حكم لابن هبيرة عندي إلا السيف . فلما انتهى الكتاب بذلك إلى أبي جعفر كتمه عن جميع الناس . وقال لحاجبه : مر ابن هبيرة إذا ركب إلينا ألا يركب إلا في غلام واحد ، ويدع عنه هذه الجماعات . فلما كان من غد ركب ابن هبيرة إلى أبي جعفر في موكب عظيم .
373
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 373