نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 371
محاربة ابن هبيرة ، فوجهه ، وكتب إلى الحسن بن قحطبة يعلمه أن العسكر عسكره ، و [ أنه ] أحب أن يكون أخوه المتولي للأمر . فلما وافى أبو جعفر واسطا تحول الحسن بن قحطبة عن سرداقه ، وخلاه بما فيه له ، فنزله أبو جعفر بحريمه وحشمه . وكتب أبو جعفر إلى قواد يزيد بن عمر وأشراف من العرب ، يستميلهم بالأطماع ، وينبههم على حظوظهم ، ويعرفهم انصرام دولة بني أمية ، فأجابوه جميعا . وكان أول من أجابه وانحرف إليه زياد بن صالح الحارثي ، وكان عامل ابن هبيرة على الكوفة ، وأخص أصحابه عنده ، وقد كان ابن هبيرة ولاه حراسة مدينته بالليل ، ودفع إليه مفاتيح أبوابها . * * * قال الهيثم : فحدثني أبي ، قال : لما هم زياد باللحوق بأبي جعفر أرسل إلى ، وكان وصي أبي ، فكنت أدعوه أبا وعما ، وقد كان رسوله أتاني عند اختلاط الظلام ، يأمرني بالمصير إليه ، فأتيته ، فخلا بي ، وقال : ( يا ابن أخي ، إنك لست ممن أكتمه شيئا ، وقد أتاني كتاب أبي جعفر ، يدعوني إلى اللحوق به ، ويبذل لي على ذلك منزلة سنية ، وأعلم في كتابه أنه راع للخئولة وكانت أم أبي العباس حارثيه - . قال والدي : ( فقلت له ، يا عم ، إن لابن هبيرة أيادي جميلة ، و أكره لك الغدر به ) . فقال : ( يا ابن أخي ، أنا من أشكر الناس له ، غير أني لا أرى أن أقيم على ملك ، قد انقضت قواه ، ووهت عراه ، وأنا لابن هبيرة اليوم عند أبي جعفر أنفع مني له هاهنا ، وأرجو أن يصلح الله أمره بي وعلى يدي ، فأقم عندي إلى وقت خروجي لأسلم لك المفاتيح ) . فأقمت عنده . فلما مضى ثلث الليل أمر غلمانه ، فحملوا أثقاله ، وأسرجوا دوابه ، ثم ركب ،
371
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 371