نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 281
وأفضى الملك بعد ذلك إلى الوليد بن عبد الملك ، ثم إلى سليمان بن عبد الملك ، فولى سليمان على العراق خالد بن عبد الله القسري ، فولى خالد أخاه أسد بن عبد الله خراسان ، فلم يزل بها حتى ظهر فيها دعاة الإمام محمد بن علي بن عبد الله بن عباس . ( العراق بعد موت يزيد ) قالوا ، ومات يزيد بن معاوية ، وعبيد الله بن زياد بالبصرة ، فكتب إليه الحارث بن عباد بن زياد بهذه الأبيات : ألا يا عبيد الله قد مات من به * ملكت رقاب العالمين يزيد أتثبت للقوم الذين وترتهم ؟ * وذاك من الرأي الزنيق بعيد [1] ومالك غير الأزد جار فإنهم * أجاروا أباك ، والبلاد تميد فتعجب عبيد الله من رأي ابن أخيه ، وكان ذا رأي . ثم إن عبيد الله دعا بمولى له يسمى مهران ، وكان يعدل في الدهاء والأدب والعقل بوردان غلام عمرو بن العاص ، وهو الذي ينسب إليه البراذين المهرانية ، فقال يا مهران : - إن أمير المؤمنين يزيد قد هلك ، فما الرأي عندك ؟ - فقال مهران : أيها الأمير ، إن الناس إن ملكوا أنفسهم لم يولوا عليهم أحدا من ولد زياد ، وإنما ملكتم الناس بمعاوية ، ثم بيزيد ، وقد هلكا ، وإنك قد وترت الناس ، ولست آمن أن يثبوا بك ، والرأي لك أن تستجير هذا الحي من الأزد ، فإنهم إن أجاروك منعوك ، حتى يبلغوا بك مأمنك ، والرأي أن تبعث إلى الحارث بن قيس ، فإنه سيد القوم ، وهو لك محب ، ولك عنده يد ، فتخبره بموت يزيد ، وتسأله أن يجيرك .