نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 279
فسار في طلبهم يومين حتى لحقهم ، فوقفوا له ، فاقتتلوا يوما كله ، ثم غدوا في اليوم الثاني على الحرب ، فناداهم عبد ربه : ( يا معشر المهاجرين ، روحوا بنا إلى الجنة ، فإن القوم رائحون إلى النار ) . فاطعنوا بالرماح حتى تكسرت ، واضطربوا بالسيوف حتى تقطعت ، ثم صاروا إلى المعانقة ، فترجل المهلب في حماته ، وحمل عليهم ، وهو يتلو قول الله عز وجل : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ، ويكون الدين لله ) [1] . فلم يزالوا يقتتلون حتى حال بينهم الليل ، ثم غدوا على الحرب ، وقد كسرت الخوارج جفون سيوفهم ، وحلقوا رؤوسهم ، فاقتتلوا ، فقتل عبد ربه ، وجميع إبطاله ، ولم يبق إلا ضعفاؤهم ، فدخلوا في عسكر المهلب ، وانضم كل رجل إلى عشيرته من أصحاب المهلب . فنزل المهلب عن فرسه ، وقال ( الحمد لله الذي ردنا إلى الأمن ، وكفانا مئونة الحرب ، وكفى أمر هذا العدو ) . ووجه بشر بن مالك الحرسي إلى الحجاج يبشره بالفتح ، وكتب معه كتاب الظفر . فلما وصل الكتاب إلى الحجاج وجه به إلى عبد الملك ، وقام بشر بن مالك ، فأنشأ يقول : قد حسمنا داء الأزارقة الدهر * ، فأضحوا طرا ، كال ثمود بطعان الكماة في ثغر القوم * وضرب يشيب رأس الوليد كلما شئت راعني قطري * فوق عبل الشوى أقب عنود [2] معلما يضرب الكتيبة بالسيف * ، وعمرو كالنار ذات الوقود
[1] سورة البقرة الآية : 193 . [2] عبل الشورى أي قوى اليدين والرجلين والفرس الأقب هو الضامر الضامر البطن والعنود من الإبل والدواب المتقدمة في السير .
279
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 279