responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 278


خلفك رجالا وأموالا ، والقوم لا رجال عندهم ولا أموال ، ولن يدركك الوجيف [1] بالدبيب ، ولا الجد بالتعذير ، وقد بعثت إليك عبيد الله بن موهب ، ليأخذك بمناجزة القوم وترك مطاولتهم ، والسلام ) .
فلما قدم عبيد الله بن موهب على المهلب بكتاب الحجاج كتب إليه في جوابه :
( أما بعد ، فإنه أتاني من قبلك رجلان ، لم أعطهما على الصدق ثمنا ، ولم أحتج مع العيان إلى التقدير ، ولم يكذبا فيما أنبأك به من أمري وأمر عدوي ، والحرب لا يدركها إلا المكيث ، ولا بد لها من فرجة يستريح فيها الغالب ، ويحتال فيها المغالب ، ويحتال فيها المغلوب ، فأما أن أنساهم وينسوني فهيهات من ذلك ، والقوم سدى ، فإن طمعوا أقاموا ، وإن يئسوا هربوا ، فعلي في مقامهم القتال والحرب ، وفي هربهم الجد والطلب ، وأنا إذا طاولتهم شاركتهم في رأيهم ، وإذا عاجلتهم شركوني في رأيي ، فإن خليتني ورأيي فذاك داء محسوم وقرن مفصوم ، وإن عجلتني لم أطعك ولم أعصك ، وكان وجهي إليك بإذن منك ، وأنا أعوذ بالله من سخط الأمراء ومقت الأئمة ، والسلام .
فلما قرأ الحجاج كتابه كتب إلى المهلب : أني قد رددت الرأي إليك ، فدبر ما ترى ، واعمل ما تريد ) .
فلما أتاه كتاب الحجاج بذلك نشط لطلب الخوارج .
وسار في طلبهم إلى أرض قومس فهربوا منه ، فأتوا ( جيرفت ) وتحصنوا في مدينة هناك ، فخرج خلفهم ، وحاصرهم في تلك المدينة حتى أكلوا خيلهم .
وأمر المهلب ابنه يزيد أن يقيم عليهم أياما ، ثم يخلي لهم عن الباب ، فإذا خرجوا وأصحروا اتبعهم .
وتنحى المهلب فعسك على خمسة فراسخ ، وأقام عليهم يزيد أياما ، ثم خلى لهم عن الباب ، فخرجوا ، واتبعهم المهلب .



[1] الوجيف : ضرب من سير الإبل والخيل .

278

نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست