نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 249
وأقبلت الخيل ، وكانوا ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي ، ثم اليربوعي ، حتى إذا دنوا أمر الحسين عليه السلام فتيانه أن يستقبلوهم بالماء ، فشربوا ، وتغمرت خيلهم ، ثم جلسوا جميعا في ظل خيولهم ، وأعنتها في أيديهم حتى إذا حضرت الظهر قال الحسين عليه السلام للحر : أتصلي معنا ، أم تصلي بأصحابك وأصلي بأصحابي ؟ قال الحر : ( بل نصلي جميعا بصلاتك ) . فتقدم الحسين عليه السلام ، فصلى بهم جميعا . فلما انفتل من صلاته حول وجهه إلى القوم ، ثم قال : ( أيها الناس ، معذرة إلى الله ، ثم إليكم ، إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم ، وقدمت على رسلكم ، فإن أعطيتموني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم دخلنا معكم مصركم ، وإن تكن الأخرى انصرفت من حيث جئت ) . فأسكت القوم ، فلم يردوا عليه ، حتى إذا جاء وقت العصر نادى مؤذن الحسين ، ثم أقام ، وتقدم الحسين عليه السلام ، فصلى بالفريقين ، ثم انفتل إليهم ، فأعاد مثل القول الأول . فقال الحر بن يزيد : ( والله ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر ) . فقال الحسين عليه السلام : ( ايتني بالخرجين [1] اللذين فيهما كتبهم ) . فأتي بخرجين مملوءين كتبا ، فنثرت بين يدي الحر وأصحابه ، فقال له الحر : ( يا هذا ، لسنا ممن كتب إليك شيئا من هذه الكتب ، وقد أمرنا ألا نفارقك إذا لقيناك أو نقدم بك الكوفة على الأمير عبيد الله بن زياد ) . فقال الحسين عليه السلام : ( الموت دون ذلك ) .