نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 248
فلما قرأ الكتاب استيقن بصحة الخبر ، وأفظعه مسلم بن عقيل ، وهانئ ابن عروة . ثم أخبره الرسول بقتل قيس بن مسهر رسوله الذي وجهه من بطن الرمة . وقد كان صحبه قوم من منازل الطريق ، فلما سمعوا خبر مسلم ، وقد كانوا ظنوا أنه يقدم على أنصار وعضد تفرقوا عنه ، ولم يبق معه إلا خاصته . فسار حتى انتهى إلى بطن العقيق [1] ، فلقيه رجل من بني عكرمة ، فسلم عليه ، وأخبره بتوطيد ابن زياد الخيل ما بين القادسية إلى العذيب [2] رصدا له . ثم قال له : ( انصرف بنفسي أنت ، فوالله ما تسير إلا إلى الأسنة والسيوف ، ولا تتكلن على الذين كتبوا لك ، فإن أولئك أول الناس مبادرة إلى حربك ) . فقال له الحسين : ( قد ناصحت وبالغت ، فجزيت خيرا ) . ثم سلم عليه ، ومضى حتى نزل بشراة [3] بات بها ، ثم ارتحل وسار . فلما انتصف النهار ، واشتدت الحر ، وكان ذلك في القيظ ، تراءت لهم الخيل . فقال الحسين لزهير بن القين : أما هاهنا مكان يلجأ إليه ، أو شرف ، نجعله خلف ظهورنا ، ونستقبل القوم من وجه واحد ؟ ) ) . قال له زهير : بلى ، هذا جبل ذي جشم ، يسره عنك ، فمل بنا إليه ، فإن سبقت إليه فهو كما تحب . فسار حتى سبق إليه ، وجعل ذلك الجبل وراء ظهره .
[1] موضع بالقرب من ذات عرق قبلها بمرحلة ، وذات عرق منزل معروف من منازل الحاج ، ويحرم أهل العراق بالحج منه . [2] ماء لبني تميم على مرحلة من الكوفة ، سمى بذلك لأنه طرف أرض العرب . [3] مرتفع من الأرض بالقرب من عسفان .
248
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 248