نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 250
ثم أمر بأثقاله ، فحملت ، وأمر أصحابه ، فركبوا ، ثم ولى وجهه منصرفا نحو الحجاز ، فحال القوم بينه وبين ذلك . فقال الحسين للحر : ما الذي تريد ؟ قال : أريد والله إن أنطلق بك إلى الأمير عبيد الله بن زياد . قال الحسين : إذن والله أنابذك الحرب . فلما كثر الجدال بينهما قال الحر : ( إني لم أومر بقتالك ، وإنما أمرت ألا أفارقك ، وقد رأيت رأيا فيه السلامة من حربك ، وهو أن تجعل بيني وبينك طريقا ، لا تدخلك الكوفة ، ولا تردك إلى الحجاز ، تكون نصفا بيني وبينك حتى يأتينا رأي الأمير ) . قال الحسين : ( فخذ هاهنا ، فأخذ متياسرا من طريق العذيب [1] ، ومن ذلك المكان إلى العذيب ثمانية وثلاثون ميلا ) . فسارا جميعا حتى انتهوا إلى عذيب الحمامات ، فنزلوا جميعا ، وكل فريق منهما على غلوة [2] من الآخر . * * * ثم ارتحل الحسين من موضعه ذلك متيامنا عن طريق الكوفة حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل ، فنزلوا جميعا هناك ، فنظر الحسين إلى فسطاط مضروب ، فسأل عنه ، فأخبر أنه لعبيد الله بن الحر الجعفي ، وكان من أشراف أهل الكوفة ، وفرسانهم . فأرسل الحسين إليه بعض مواليه يأمره بالمصير إليه ، فأتاه الرسول ، فقال : - هذا الحسين بن علي يسألك أن تصير إليه . فقال عبيد الله : والله ما خرجت من الكوفة إلا لكثرة من رأيته خرج لمحاربته
[1] العذيب : تصغير العذب ، ماء على يمين القادسية ، بينه وبين القادسية أربعة أميال ، منه إلى مفازة القرون في طريق مكة . [2] الغلوة قدر رمية بسهم .
250
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 250