نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 189
قالوا : ( فانطلقت العيون إلى معاوية بكلام الأشعث ، فقال : صدق الأشعث ، لئن التقينا غدا ليميلن الروم على ذراري أهل الشام ، وليميلن دهاقين فارس على ذراري أهل العراق ، وما يبصر هذا الأمر إلا ذوو الأحلام ، اربطوا المصاحف على أطراف القنا [1] ) . قالوا : فربطت المصاحف ، فأول ما ربط مصحف دمشق الأعظم ، ربط على خمسة أرماح ، يحملها خمسة رجال ، ثم ربط سائر المصاحف ، جميع ما كان معهم ، وأقبلوا في الغلس ، ونظر أهل العراق إلى أهل الشام قد أقبلوا ، وأمامهم شبيه بالرايات ، فلم يدروا ما هو ، حتى أضاء الصبح ، فنظروا ، فإذا هي المصاحف . ثم قام الفضل بن أدهم أمام القلب ، وشريح الجذامي أمام الميمنة ، وورقاء ابن المعمر أمام الميسرة ، فنادوا : ( يا معشر العرب ، الله . الله في نسائكم وأولادكم من فارس والروم غدا ، فقد فنيتم ، هذا كتاب الله بيننا وبينكم ) . فقال علي رضي الله عنه : ( ما الكتاب تريدون ، ولكن المكر تحاولون ) . ثم أقبل أبو الأعور السلمي على برذون أشهب ، وعلى رأسه مصحف ، وهو ينادي : ( يا أهل العراق ، هذا كتاب الله حكما فيما بيننا وبينكم ) . فلما سمع أهل العراق ذلك قام كردوس بن هانئ البكري ، فقال : ( يا أهل العراق ، لا يهدئكم ما ترون من رفع هذه المصاحف ، فإنها مكيدة ) . ثم تكلم سفيان بن ثور النكري [2] ، فقال : ( أيها الناس ، أنا قد كنا بدأنا بدعاء أهل الشام إلى كتاب الله ، فردوا علينا ، فاستحللنا قتالهم ، فإن رددناه عليهم حل لهم قتالنا ، ولسنا نخاف أن يحيف الله علينا ولا رسوله ) . ثم قام خالد بن المعمر ، فقال لعلي : ( يا أمير المؤمنين ، ما البقاء إلا فيما دعا القوم إليه إن رأيته ، وإن لم تره فرأيك أفضل ) . ثم تكلم الحضين بن المنذر ، فقال : أيها الناس ، إن لنا داعيا قد حمدنا ورده وصدره ، وهو المأمون على ما فعل ، فإن قال : لا ، قلنا : لا ، وإن قال : نعم ، قلنا : نعم ) .