responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 190


فتكلم علي ، وقال : ( عباد الله ، أنا أحرى من أجاب إلى كتاب الله ، وكذلك أنتم ، غير أن القوم ليس يريدون بذلك إلا المكر ، وقد عضتهم الحرب ، والله ، لقد رفعوها وما رأيهم العمل بها ، وليس يسعني مع ذلك أن ادعى إلى كتاب الله فأبى ، وكيف وإنما قاتلناهم ليدينوا بحكمه ) .
فقال الأشعث : ( يا أمير المؤمنين نحن لك اليوم على ما كنا عليه لك أمس ، غير أن الرأي ما رأيت من أجابه القوم إلى كتاب الله حكما ) . فأما عدي بن حاتم وعمرو بن الحمق فلم يهويا ذلك ، ولم يشيروا على علي به .
ولما أجاب علي رضي الله عنه ، قالوا له : ( فابعث إلى الأشتر ليمسك عن الحرب ويأتيك ) . وكان يقاتل في ناحية الميمنة ، فقال علي ليزيد بن هانئ : ( انطلق إلى الأشتر ، فمره أن يدع ما هو فيه ، ويقبل ) ، فأتاه ، فأبلغه ، فقال : ( ارجع إلى أمير المؤمنين ، فقل له إن الحرب قد اشتجرت بيني وبين أهل الناحية ، فليس يجوز أن انصرف ) .
فانصرف يزيد إلى علي ، فأخبره بذلك ، وعلت الأصوات من ناحية الأشتر ، وثار النقع [1] ، فقال القوم لعلي ، ( والله ما نحسبك أمرته إلا بالقتال ) . فقال : ( كيف أمرته بذلك ، ولم أساره سرا ؟ ! ) ثم قال ليزيد : ( عد إلى الأشتر ، فقل له . أقبل ، فإن الفتنة قد وقعت ) . فأتاه ، فأخبره بذلك .
فقال الأشتر : ( الرفع هذا المصاحف ؟ ) ، قال : ( نعم ) . قال : ( أما والله لقد ظننت بها حين رفعت ، أنها ستوقع اختلافا وفرقة ) .
فأقبل الأشتر حتى انتهى إليهم ، فقال : ( يا أهل الوهن الذل ، أ حين علوتم القوم تنكلون لرفع هذه المصاحف ؟ أمهلوني فواقا [2] ) ، قالوا : ( لا ندخل معك في خطيئتك ) ، قال : ( ويحكم ، كيف بكم وقد قتل خياركم وبقي أراذلكم ، فمتى كنتم محقين ؟ أحين كنتم تقاتلون أم الآن حين أمسكتم ؟ فما حال قتلاكم الذين



[1] الغبار الساطع .
[2] الفواق بضم الفاء ويفتحها ما بين الحلبتين من الوقت ، فالناقة تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ، ثم تحلب .

190

نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست