نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 176
في خيل من أهل العراق ، فخرج إليه أبو الأعور السلمي في مثل ذلك من أهل الشام فاقتتلوا [1] هويا من النهار ، فترك عبد الله أصحابه يعتركون في مجالهم ، وضرب فرسه حتى أحماه ، ثم أرسله على أهل الشام ، فشق جموعهم ، لا يدنو منه أحد إلا ضربه بالسيف حتى انتهى إلى الرابية التي كان معاوية عليها ، فقام أصحاب معاوية دونه ، فقال معاوية : ( ويحكم ، إن الحديد لم يؤذن له في هذا ، فعليكم بالحجارة ) فرث بالصخر حتى مات ، فأقبل معاوية حتى وقف عليه ، فقال : ( هذا كبش القوم ) هذا كما قال الشاعر : أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها * وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا كليث عرين بات يحمي عرينة * رمته المنايا قصدها فتقطرا قالوا : وكان فارس معاوية الذي يبتهي به حريث مولاه ، وكان يلبس بزة معاوية ، ويستلئم سلاحه ، ويركب فرسه ، ويحمل متشبها بمعاوية ، فإذا حمل قال الناس : ( هذا معاوية وقد كان معاوية نهاه عن علي ، وقال ( اجتنبه ، وضع رمحك حيث شئت ) . فخلا به عمرو ، وقال : ( ما يمنعك من مبارزة علي ، وأنت له كفء ؟ ) ، قال : ( نهاني مولاي عنه ) ، قال : ( وإني والله لأرجو إن بارزته أن تقتله ، فتذهب بشرف ذلك ) . فلم يزل يزين له ذلك حتى وقع في قلب حريث . فلما أصبحوا خرج حريث حتى قام بين الصفين ، وقال : ( يا أبا الحسن ، أبرز إلي ، أنا حريث ) ، فخرج إليه علي ، فضربه ، فقتله . وبعث علي يوما من تلك الأيام إلى معاوية : ( لم نقتل الناس بيني وبينك ؟ أبرز إلي ، فأينا قتل صاحبه تولى الأمر ) . فقال معاوية لعمرو : ( ما ترى ؟ ) قال : ( قد أنصفك الرجل ، فأبرز إليه ) ، فقال معاوية : ( أتخدعني عن نفسي ، ولم أبرز إليه ، ودوني عك والأشعرون ) . ثم قال :