نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 77
قد جاء اسما وصفة ، نحو حضمة وغلبة ، وقالوا قمد ، فلو قال قائل : إنه أفعلة ، والهمزة فيه زائدة ، مثل أبلمة وأسنمة ، لكان قولا . وذهب أبو بكر في ذلك إلى الوجه الأول ، كأنه لما رأى فعلة أكثر من أفعلة ، كان عنده أولى من الحكم بزيادة الهمزة ، لقلة أفعلة ، ولمن ذهب إلى الوجه الآخر أن يحتج بكثرة زيادة الهمزة أولا . وقالوا للفدرة من التمر الأبلة . قال الشاعر ، وهو أبو المثلم الهذلي : فيأكل ما رض من زادنا ، ويأبى الأبلة لم ترضض وهذا أيضا فعلة ، من قولهم طير أبابيل ، فسره أبو عبيدة جماعات في تفرقة ، فكما أن أبابيل فعاعيل وليست بأفاعيل ، كذلك الأبلة فعلة وليست بأفعلة . وحكي عن الأصمعي في قولهم الأبلة التي يراد بها اسم البلد : كانت به امرأة خمارة تعرف بهوب في زمن النبط ، فطلبها قوم من النبط ، فقيل لهم : هوب لاكا ، بتشديد اللام ، أي ليست هوب ههنا ، فجاءت الفرس فغلظت ، فقالت : هوبلت ، فعربتها العرب فقالت : الأبلة . وقال أبو القاسم الزجاجي : الأبلة الفدرة من التمر ، وليست الجلة كما قال أبو بكر الأنباري . إن الأبلة عندهم الجلة من التمر ، وأنشد ابن الأنباري : ويأبى الأبلة لم ترضض وقرئ بخط بديع الزمان بن عبد الله الأديب الهمذاني في كتاب قرأه على أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي وخطه له عليه : سمعت محمد بن الحسين بن العميد يقول سمعت محمد بن مضا يقول سمعت الحسن بن علي بن قتيبة الرازي يقول سمعت أبا بكر القاري يقول : الأبلة ، بفتح أوله وثانيه ، والأبلة بضم أوله وثانيه ، هو المجيع . وأنشد البيت المذكور قبل ، والمجيع : التمر باللبن . والأبلة بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة ، وهي أقدم من البصرة ، لان البصرة مصرت في أيام عمر ابن الخطاب ، رضي الله عنه ، وكانت الأبلة حينئذ مدينة فيها مسالح من قبل كسرى ، وقائد ، وقد ذكرنا فتحها في سبذان . وكان خالد بن صفوان يقول : ما رأيت أرضا مثل الأبلة مسافة ، ولا أغذى نطفة ، ولا أوطأ مطية ، ولا أربح لتاجر ، ولا أخفى لعائذ . وقال الأصمعي : جنان الدنيا ثلاث : غوطة دمشق ، ونهر بلخ ، ونهر الأبلة . وحشوش الدنيا خمسة : الأبلة ، وسيراف ، وعمان ، وأردبيل ، وهيت . وأما نهر الأبلة الضارب إلى البصرة ، فحفره زياد . وحكي أن بكر بن النطاح الحنفي مدح أبا دلف العجلي بقصيدة ، فأثابه عليها عشرة آلاف درهم ، فاشترى بها ضيعة بالأبلة ، ثم جاء بعد مديدة ، وأنشده أبياتا : بك ابتعت في نهر الأبلة ضيعة ، عليها قصير بالرخام مشيد إلى جنبها أخت لها يعرضونها ، وعندك مال للهبات عتيد فقال أبو دلف : وكم ثمن هذه الضيعة الأخرى ؟ فقال : عشرة آلاف درهم ، فأمر أن يدفع ذلك إليه ، فلما قبضها قال له : اسمع مني يا بكر ، إن إلى جنب
77
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 77