نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 76
بات فيهم الأعشى ، فأسر منهم نفرا فيهم الأعشى ، وهو لا يعرفه ، ورحل الكلبي حتى نزل بشريح ابن السموأل بن عادياء اليهودي صاحب تيماء ، وهو بحصنه الأبلق ، فمر شريح بالأعشى فناداه الأعشى : شريح ! لا تتركني بعدما علقت حبالك اليوم ، بعد القد ، أضفاري قد جلت ما بين بانقيا إلى عدن ، وطال في العجم تسياري وتكراري فكان أكرمهم جدا وأوثقهم عهدا ، أبوك بعرف غير إنكار كن كالسموأل ، إذ طاف الهمام به في جحفل كهزيع الليل جرار بالأبلق الفرد ، من تيماء ، منزله حصن حصين وجار غير غدار إذ سامه خطتي خسف ، فقال له : قل ما تشاء ، فإني سامع حار فقال : ثكل وغدار أنت بينهما ، فاختر فما فيهما حظ لمختار فشك غير طويل ، ثم قال له : اقتل أسيرك إني مانع جاري فاختار أدراعه كيلا يسب بها ، ولم يكن وعده فيها بختار قال : فجاء شريح إلى الكلبي ، فقال : هب لي هذا الأسير المضرور . فقال : هو لك ، فأطلقه وقال له : أقم عندي حتى أكرمك وأحبوك . فقال الأعشى : من تمام صنيعتك إلي ، أن تعطيني ناقة ناجية وتخليني الساعة . فأعطاه ناقة فركبها ، ومضى من ساعته ، وبلغ الكلبي أن الذي وهب لشريح هو الأعشى ، فأرسل إلى شريح : ابعث إلي الأسير الذي وهبت لك حتى أحبوه وأعطيه ، فقال : قد مضى . فأرسل الكلبي في أثره فلم يلحقه . وقال الأعشى : وهو زعم أن سليمان ابن داود هو الذي بنى الأبلق الفرد بعد أن ذكر الملوك الذين أفناهم الدهر ، فقال : ولا عاديا لم يمنع الموت ماله ، وورد بتيماء اليهودي أبلق بناه سليمان بن داود حقبة ، له أزج عال وطي موثق يوازي كبيدات السماء ، ودونه بلاط ، ودارات ، وكلس ، وخندق له درمك في رأسه ، ومشارب ، ومسك ، وريحان ، وراح تصفق وحور كأمثال الدمى ، ومناصف وقدر ، وطباخ ، وصاع ، وديسق فذاك ولم يعجز من الموت ربه ، ولكن أتاه الموت لا يتأبق وقال السموأل يصف نفسه وحصنه : لنا جبل يحتله من نجيره منيع ، يرد الطرف وهو كليل رسا أصله تحت الثرى وسما به إلى النجم فرع ، لا ينال ، طويل هو الأبلق الفرد الذي سار ذكره ، يعز على من رامه ، ويطول الأبلة : بضم أوله وثانية وتشديد اللام وفتحها ، قال أبو علي : الأبلة ، اسم البلد . الهمزة فيه فاء ، وفعلة
76
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 76