نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 466
قوم مواعيدهم مزخرفة بزخرف القول والأكاذيب خلوا سبيل العلى لغيرهم ، ونافسوا في الفسوق والحوب وقال بعض الاعراب : لقد طال في بغداد ليلي ، ومن يبت ببغداد يصبح ليله غير راقد بلاد ، إذا ولى النهار ، تنافرت براغيثها من بين مثنى وواحد ديازجة شهب البطون ، كأنها بغال بريد أرسلت في مذاود وقرأت بخط عبيد الله بن أحمد جخجخ قال أبو العالية : ترحل فما بغداد دار إقامة ، ولا عند من يرجى ببغداد طائل محل ملوك سمتهم في أديمهم ، فكلهم من حلية المجد عاطل سوى معشر جلوا ، وجل قليلهم يضاف إلى بذل الندى ، وهو باخل ولا غرو ان شلت يد الجود والندى وقل سماح من رجال ونائل إذا غطمط البحر الغطامط ماؤه فليس عجيبا أن تفيض الجداول وقال آخر : كفى حزنا ، والحمد لله أنني ببغداد قد أعيت علي مذاهبي أصاحب قوما لا ألذ صحابهم ، وآلف قوما لست فيهم براغب ولم أثو في بغداد حبا لأهلها ، ولا أن فيها مستفادا لطالب سأرحل عنها قاليا لسراتها ، وأتركها ترك الملول المجانب فإن ألجأتني الحادثات إليهم فأير حمار في حرام النوائب وقال بعضهم يمدح بغداد ويذم أهلها : سقيا لبغداد ورعيا لها ، ولا سقى صوب الحيا أهلها يا عجبا من سفل مثلهم ، كيف أبيحوا جنة مثلها وقال آخر : إخلع ببغداد العذارا ، ودع التنسك والوقارا فلقد بليت بعصبة ما إن يرون العار عارا لا مسلمين ولا يهود ولا مجوس ولا نصارى وقدم بعض الهجريين بغداد فاستوبأها وقال : أرى الريف يدنو كل يوم وليلة ، وأزداد من نجد وساكنه بعدا ألا إن بغدادا بلاد بغيضة إلي ، وإن أمست معيشتها رغدا بلاد ترى الأرواح فيها مريضة ، وتزداد نتنا حين تمطر أو تندى وقال أعرابي مثل ذلك : ألا يا غراب البين ما لك ثاويا ببغداد لا تمضي ، وأنت صحيح ؟
466
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 466