responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 465


كوكبها يقظان ، وجوها عريان ، وحصباؤها جوهر ، ونسيمها معطر ، وترابها أذفر ، ويومها غداة ، وليلها سحر ، وطعامها هنئ ، وشرابها مرئ ، لا كبلدتكم الوسخة السماء ، الومدة الماء والهواء ، جوها غبار ، وأرضها خبار ، وماؤها طين ، وترابها سرجين ، وحيطانها نزوز ، وتشرينها تموز ، فكم من شمسها من محترق ، وفي ظلها من عرق ، صيقة الديار ، وسيئة الجوار ، أهلها ذئاب ، وكلامهم سباب ، وسائلهم محروم ، ومالهم مكتوم ، ولا يجوز إنفاقه ، ولا يحل خناقه ، حشوشهم مسايل ، وطرقهم مزابل ، وحيطانهم أخصاص ، وبيوتهم أقفاص ، ولكل مكروه أجل ، وللبقاع دول ، والدهر يسير بالمقيم ، ويمزج البؤس بالنعيم ، وله من قصيدة :
كيف نومي وقد حللت ببغداد ، مقيما في أرضها ، لا أريم ببلاد فيها الركايا ، عليهن أكاليل من بعوض تحوم جوها في الشتاء والصيف دخان كثيف ، وماؤها محموم ويح دار الملك التي تنفح المسك ، إذا ما جرى عليه النسيم كيف قد أقفرت وحاربها الدهر ، وعين الحياة فيها البوم نحن كنا سكانها ، فانقضى ذا لك عنا ، وأي شئ يدوم وقال أيضا :
أطال الهم في بغداد ليلي ، وقد يشقى المسافر أو يفوز ظللت بها ، على رغمي ، مقيما كعنين تعانقه عجوز وقال محمد بن أحمد بن شميعة البغدادي شاعر عصري فيها :
ود أهل الزوراء زور ، فلا تغترر بالوداد من ساكنيها هي دار السلام حسب ، فلا يطمع منها ، إلا بما قيل فيها وكان المعتصم قد سأل أبا العيناء عن بغداد وكان سئ الرأي فيها ، فقال : هي يا أمير المؤمنين كما قال عمارة بن عقيل :
ما أنت يا بغداد إلا سلح ، إذا اعتراك مطر أو نفح ، وإن جففت فتراب برح وكما قال آخر :
هل الله من بغداد ، يا صاح ، مخرجي ، فأصبح لا تبدو لعيني قصورها وميدانها المذري علينا ترابها إذا شحجت أبغالها وحميرها وقال آخر :
أذم بغداد والمقام بها ، من بعدما خبرة وتجريب ما عند سكانها لمختبط خير ، ولا فرجة لمكروب يحتاج باغي المقام بينهم إلى ثلاث من بعد تثريب :
كنوز قارون أن تكون له ، وعمر نوح وصبر أيوب

465

نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست