responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 464


علمت بأن الله بالغ أمره ، وأن قضاء الله ينفذ في العبد وقلت ، وقلبي فيه ما فيه من جوى ، ودمعي جار كالجمان على خدي :
ترى الله يا بغداد يجمع بيننا فألقى الذي خلفت فيك على العهد ؟
وقال محمد بن علي بن خلف النيرماني :
فدى لك يا بغداد كل مدينة من الأرض ، حتى خطتي ودياريا فقد طفت في شرق البلاد وغربها ، وسيرت خيلي بينها وركابيا فلم أر فيها مثل بغداد منزلا ، ولم أر فيها مثل دجلة واديا ولا مثل أهليها أرق شمائلا ، وأعذب ألفاظا ، وأحلى معانيا وقائلة : لو كان ودك صادقا لبغداد لم ترحل ، فقلت جوابيا :
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم ، وترمي النوى بالمقترين المراميا في ذم بغداد قد ذكره جماعة من أهل الورع والصلاح والزهاد والعباد ، ووردت فيها أحاديث خبيثة ، وعلتهم في الكراهية ما عاينوه بها من الفجور والظلم والعسف ، وكان الناس وقت كراهيتهم للمقام ببغداد غير ناس زماننا ، فأما أهل عصرنا فأجلس خيارهم في الحش وأعطهم فلسا فما يبالون بعد تحصيل الحطام أين كان المقام ، وقد ذكر الحافظ أبو بكر أحمد بن علي من ذلك قدرا كافيا ، وكان بعض الصالحين إذا ذكرت عنده بغداد يتمثل :
قل لمن أظهر التنسك في الناس وأمسى يعد في الزهاد :
إلزم الثغر والتواضع فيه ، ليس بغداد منزل العباد إن بغداد للملوك محل ، ومناخ للقارئ الصياد ومن شائع الشعر في ذلك :
بغداد أرض لأهل المال طيبة ، وللمفاليس دار الضنك والضيق أصبحت فيها مضاعا بين أظهرهم ، كأنني مصحف في بيت زنديق ويروى للطاهر بن الحسين قال :
زعم الناس أن ليلك يا بغداد ليل يطيب فيه النسيم ولعمري ما ذاك إلا لان خالفها ، بالنهار ، منك السموم وقليل الرخاء يتبع الشدة ، عند الأنام ، خطب عظيم وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سر من رأى ويصف خرابها ويذم بغداد : كتبت من بلدة قد أنهض الله سكانها وأقعد حيطانها ، فشاهد اليأس فيها ينطق وحبل الرجاء فيها يقصر ، فكأن عمرانها يطوى وخرابها ينشر ، وقد تمزقت بأهلها الديار ، فما يجب فيها حق جوار ، فحالها تصف للعيون الشكوى ، وتشير إلى ذم الدنيا ، على أنها وإن جفيت معشوقة السكنى ، وحبيبة المثوى ،

464

نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست