responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 462


ويا جنة الدنيا ويا مجتنى الغنى ، ومنبسط الآمال عند المتاجر وقال أبو يعلى محمد بن الهبارية : سمعت الشيخ الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزاباذي يقول : من دخل بغداد وهو ذو عقل صحيح وطبع معتدل مات بها أو بحسرتها ، وقال عمارة بن عقيل ابن بلال بن جرير :
ما مثل بغداد في الدنيا ولا الدين ، على تقلبها في كل ما حين ما بين قطربل فالكرخ نرجسة تندى ، ومنبت خيري ونسرين تحيا النفوس برياها ، إذا نفحت ، وخرشت بين أوراق الرياحين سقيا لتلك القصور الشاهقات وما تخفي من البقر الانسية العين تستن دجلة فيما بينها ، فترى دهم السفين تعالى كالبراذين مناظر ذات أبواب مفتحة ، أنيقة بزخاريف وتزيين فيها القصور التي تهوي ، بأجنحة ، بالزائرين إلى القوم المزورين من كل حراقة تعلو فقارتها ، قصر من الساج عال ذو أساطين وقدم عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس إلى بغداد فرأى كثرة الناس بها فقال : ما مررت بطريق من طرق هذه المدينة إلا ظننت أن الناس فد نودي فيهم ، ووجد على بعض الأميال بطريق مكة مكتوبا :
أيا بغداد يا أسفي عليك !
متى يقضى الرجوع لنا إليك ؟
قنعنا سالمين بكل خير ، وينعم عيشنا في جانبيك ووجد على حائط بجزيرة قبرص مكتوبا :
فهل نحو بغداد مزار ، فيلتقي مشوق ويحظى بالزيارة زائر إلى الله أشكو ، لا إلى الناس ، إنه على كشف ما ألقى من الهم قادر وكان القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر المالكي قد نبا به المقام ببغداد فرحل إلى مصر ، فخرج البغداديون يودعونه ، وجعلوا يتوجعون لفراقه ، فقال : والله لو وجدت عندكم في كل يوم مدا من الباقلي ما فارقتكم ، ثم قال :
سلام على بغداد من كل منزل ، وحق لها مني السلام المضاعف فوالله ما فارقتها عن قلى لها ، وإني بشطي جانبيها لعارف ولكنها ضافت علي برحبها ، ولم تكن الارزاق فيها تساعف وكانت كخل كنت أهوى دنوه ، وأخلاقه تنأى به وتخالف ولما حج الرشيد وبلغ زرود التفت إلى ناحية العراق وقال : أقول وقد جزنا زرود عشية ، وكادت مطايانا تجوز بنا نجدا

462

نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 462
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست