نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 295
على بيعها فامتنعت وقالت : ما كنت لأبيع جوار الملك بالدنيا جميعها ، فاستحسن منها هذا الكلام وأمر ببناء الإيوان وترك دارها في موضعها منه وإحكام عمارتها ، ولما رأيت الإيوان رأيت في جانب منه قبة صغيرة محكمة العمارة يعرفها أهل تلك الناحية بقبة العجوز ، فعجبت من قوم كان هذا مذهبهم في العدل والرفق بالرعية كيف ذهبت دولتهم لولا النبوة التي شرفها الله تعالى وشرف بها عباده ، وقال ابن الحاجب يذكر الإيوان : يا من بناه بشاهق البنيان ! أنسيت صنع الدهر بالإيوان ؟ هذي المصانع والدساكر والبنا وقصور كسرانا أنو شروان كتب الليالي ، في ذراها ، أسطرا بيد البلى وأنامل الحدثان إن الحوادث والخطوب ، إذا سطت أودت بكل موثق الأركان قلت : ومن أحسن ما قيل في الإيوان قول أبي عبادة البحتري : حضرت رحلي الهموم ، فوجهت إلى أبيض المدائن عنسي أتسلى عن الحظوظ ، وآسى لمحل ، من آل ساسان درس ذكرتنيهم الخطوب التوالي ، ولقد تذكر الخطوب وتنسي وهم خافضون في ظل عال مشرف ، يحسر العيون ويخسي مغلق بابه ، على جبل القبق ، إلى دارتي خلاط ومكس حلل ، لم تكن كأطلال سعدي ، في قفار من البسابس ملس ومساع لولا المحاباة مني ، لم تطقها مسعاة عنس وعبس نقل الدهر عهدهن عن الجدة ، حتى غدون أنضاء لبس فكأن الجرماز ، من عدم الانس وإخلاقه ، بنية رمس لو تراه ، علمت أن الليالي جعلت فيه مأتما ، بعد عرس وهو ينبيك عن عجائب قوم ، لا يشاب البيان فيهم بلبس فإذا ما رأيت صورة أنطاكية ارتعت بين روم وفرس وقد كان في الإيوان صورة كسرى أنوشروان وقيصر ملك أنطاكية وهو يحاصرها ويحارب أهلها : والمنايا مواثل ، وأنوشروان يزجي الصفوف تحت الدرفس في اخضرار من اللباس ، على أصغر يختال في صبيغة ورس وعراك الرجال ، بين يديه ، في خفوت منهم ، وإغماض جرس من مشيح ، يهوي بعامل رمح ، ومليح من السنان ، بترس تصف العين أنهم جد أحياء ، لهم ، بينهم ، إشارة خرس يغتلي فيهم ارتيابي ، حتى تتقراهم يداي بلمس
295
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 295