نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 163
عفتها السمي المدجنات ، وزعزعت بهن رياح الصيف شهرا إلى شهر فلما علا ذات الأروم ظعائن حسان الحمول ، من عريش ومن خدر ورواه بعضهم بضم الهمزة في قول جميل : لو ذقت ما أبقى أخاك برامة ، لعلمت أنك لا تلوم مليما وغداة ذي بقر أسر صبابة ، وغداة جاوزن الركاب أروما أروند : بالفتح ثم السكون ، وفتح الواو ، وسكون النون ، ودال مهملة : اسم جبل نزه خضر نضر مطل على مدينة همذان ، وأهل همذان كثيرا ما يذكرونه في أحاديثهم وأسجاعهم وأشعارهم ويعدونه من أجل مفاخر بلدهم ، وكثيرا ما يتشوقونه في الغربة وعلى سائر البلاد يفضلونه ، وفيه يقول عين القضاة عبد الله بن محمد الميانجي في رسالة كتبها إلى أهل همذان وهو محبوس : ألا ليت شعري ! هل ترى العين ، مرة ، ذرى قلتي أروند من همذان ؟ بلاد بها نيطت علي تمائمي ، وأرضعت من عقانها بلبان العقان : بقية اللبن في الضرع ، وقال شاعر من أهل همذان : تذكرت من أروند طيب نسيمه ، فقلت لقلب بالفراق سليم : سقى الله أروندا وروض شعابه ، ومن حله من ظاعن ومقيم وأيامنا ، إذا نحن في الدار جيرة ، وإذا دهرنا بالوصل غير ذميم قالوا : ويقال إن أكثر المياه في الجبال من أسفلها إلا أروند فإن ماءه من أعلاه ومنابعه في ذروته ، قال بعض شعرائهم يفضله على بغداد ويتشوقه : وقالت نساء الحي : أين ابن أختنا ؟ ألا خبرونا عنه ، حييتم وفدا رعاه ضمان الله ! هل في بلادكم أخو كرم يرعى ، لذي حسب ، عهدا ؟ فإن الذي خلفتموه بأرضكم فتى ، ملا الأحشاء هجرانه وجدا أبغداد كم تنسيه أروند مربعا ؟ ألا خاب من يشري ببغداد أروندا فدتهن نفسي ! لو سمعن بما أرى رمى كل جيد من تنهده عقدا وحدت بعض أهل همذان قال : قدمت على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ، فقال لي : من أين أنت ؟ فقلت : من الجبال ، قال : من أي مدينة ؟ قلت : من همذان ، قال : أتعرف جبلها الذي يقال له راوند ؟ فقلت : جعلني الله فداك ، إنما يقال له أروند ، فقال : نعم ، أما إن فيه عينا من عيون الجنة . قال : فأهل البلد يرون أنها الجمة التي على قلة الجبل وذلك أن ماءها يخرج في وقت من أوقات السنة معلوم ، ومنبعه من شق في صخرة ، وهو ماء عذب شديد البرودة ، ولو شرب الشارب منه في اليوم والليلة مائة رطل وأكثر ما وجد له ثقلا بل ينتفع به ، وفي رواية : لو شرب منه مائة رطل ما روي ، فإذا تجاوزت أيامه المعدودة التي يخرج
163
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 163