responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 155


بين أيلة وتيه بني إسرائيل ، وهو جبل عال عظيم العلو ، يزعم أهل البادية أن فيه كروما وصنوبرا .
وكان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قد كتب لبني جعال بن ربيعة بن زيد الجذاميين ، أن لهم إرما ، لا يحلها أحد عليهم لغلبهم عليها ، ولا يحاقهم ، فمن حاقهم فلا حق له ، وحقهم حق .
إرم ذات العماد : وهي إرم عاد ، يضاف ولا يضاف ، أعني في قوله ، عز وجل : ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد . فمن أضاف لم يصرف إرم ، لأنه يجعله اسم أمهم ، أو اسم بلدة ، ومن لم يضف جعل إرم اسمه ولم يصرفه ، لأنه جعل عادا اسم أبيهم . وإرم اسم القبيلة ، وجعله بدلا منه .
وقال بعضهم : إرم لا ينصرف للتعريف والتأنيث ، لأنه اسم قبيلة ، فعلى هذا يكون التقدير : إرم صاحب ذات العماد ، لان ذات العماد مدينة .
وقيل : ذات العماد وصف ، كما تقول المدينة ذات الملك . وقيل : إرم مدينة ، فعلى هذا يكون التقدير بعاد صاحب إرم . ويقرأ بعاد إرم ذات العماد ، الجر على الإضافة ، فهذا إعرابها . ثم اختلف فيها من جعلها مدينة ، فمنهم من قال : هي أرض كانت واندرست ، فهي لا تعرف . ومنهم من قال : هي الإسكندرية ، وأكثرهم يقولون : هي دمشق ، وكذلك قال شبيب بن يزيد بن النعمان بن بشير :
لولا التي علقتني من علائقها ، لم تمس لي إرم دارا ولا وطنا قالوا : أراد دمشق ، وإياها أراد البحتري بقوله :
إليك رحلنا العبس من أرض بابل ، نجوز بها سمت الدبور ونهتدي فكم جزعت من وهدة بعد وهدة ، وكم قطعت من فد فد بعد فد فد طلبنك من أم العراق نوازعا بنا ، وقصور الشام منك بمرصد إلى إرم ذات المعاد ، وإنها لموضع قصدي ، موجفا ، وتعمدي وحكى الزمخشري أن إرم بلد منه الإسكندرية .
وروى آخرون أن إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ، باليمن بين حضرموت وصنعاء ، من بناء شداد بن عاد ، ورووا أن شداد بن عاد كان جبارا ، ولما سمع بالجنة وما أعد الله فيها . لأوليائه من قصور الذهب والفضة والمساكن التي تجري من تحتها الأنهار ، والغرف التي من فوقها غرف ، قال لكبرائه : إني متخذ في الأرض مدينة على صفة الجنة ، فوكل بذلك مائة رجل من وكلائه وقهارمته ، تحت يد كل رجل منهم ألف من الأعوان ، وأمرهم أن يطلبوا فضاء فلاة من أرض اليمن ، ويختاروا أطيبها تربة ، ومكنهم من الأموال ، ومثل لهم كيف يعملون ، وكتب إلى عماله الثلاثة : غانم بن علوان ، والضحاك ابن علوان ، والوليد بن الريان ، يأمرهم أن يكتبوا إلى عمالهم في آفاق بلدانهم أن يجمعوا جميع ما في أرضهم من الذهب ، والفضة ، والدر ، والياقوت ، والمسك ، والعنبر ، والزعفران ، فيوجهوا به إليه .
ثم وجه إلى جميع المعادن ، فاستخرج ما فيها من الذهب والفضة . ثم وجه عماله الثلاثة إلى الغواصين إلى البحار ، فاستخرجوا الجواهر ، فجمعوا منها أمثال الجبال ، وحمل جميع ذلك إلى شداد .
ثم وجهوا الحفارين إلى معادن الياقوت ، والزبرجد ، وسائر الجواهر ، فاستخرجوا منها أمرا عظيما . فأمر

155

نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست