نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة جلد : 1 صفحه : 677
( تغر بنيها بالمنى فتقودهم * إلى قعر مهواة بها المرء يوضع ) ( فكم أهلكت في حبها من متيم * ولم يحظ منها بالمنى فيمتنع ) ( تمنيه بالآمال في نيل وصلها * وعن غيه في حبها ليس ينزع ) ( أضاع بها عمرا له غير راجع * ولم ينل الأمر الذي يتوقع ) ( فصار لها عبدا لجمع حطامها * ولم يهن فيها بالذي كان يجمع ) ( ولو كان ذا عقل لاغنته بلغة * من العيش في الدنيا ولم يك يجشع ) ( إلى أن توافيه المنية وهو بالقناعة * فيها آمن لا يروع ) ( مصائبها عمت فليس بمفلت * شجاع ولا ذو ذلة ليس يدفع ) ( ولا سابح في قعر بحر وطائر * يدوم في بوح الفضاء فينزع ) ( ولا ذو امتناع في بروج مشيدة * لها في ذرى جو السماء ترفع ) ( أصارته من بعد الحياة بوهدة * له من ثراها آخر الدهر مضجع ) ( تساوى بها من حل تحت صعيدها * على قرب عهد بالممات وتبع ) ( فسيان ذو فقر بها وذوو الغنى * وذو لكن عند المقال ومصقع ) ( ومن لم يخف عند النوائب حتفه * وذو جبن خوفا من الموت يسرع ) ( وذو جشع يسطو بناب ومخلب * وكل بغاث ذلة ليس يمنع ) ( ومن ملك الآفاق بأسا وشدة * ومن كان فيها بالضروري يقنع ) ( ولو كشف الأجداث معتبرا لهم * لينظر آثار البلى كيف تصنع ) ( لشاهد إحداقا تسيل وأوجها * معفرة في الترب شوها تفزع ) ( غدت تحت أطباق الثرى مكفهرة * عبوسا وقد كانت من البشر تلمع ) ( فلم يعرف المولى من العبد فيهم * ولا خاملا من نابه يترفع ) ( وأنى له علم بذلك بعدما * تبين منهم ما له العين تدمع ) ( رأى ما يسوء الطرف منهم وطالما * رأى ما يسر الناظرين ويمتع ) ( رأى أعظما لا تستطيع تماسكا * تهافت من أوصالها وتقطع ) ( مجردة من لحمها فهي عبرة * لذي فكرة فيما له يتوقع ) ( تخونها مر الليالي فأصبحت * أنابيب في أجوافها الريح تسمع ) ( إلى أجنة مسودة وجماجم * مطأطأة من ذلة ليس ترفع ) ( أزيلت عن الأعناق فهي نواكس * على الترب من بعد الوسائد توضع ) ( علاها ظلاما للبلى ولطالما * غدا نورها في حندس الليل يسطع ) ( كأن لم يكن يوما علا مفرقا لها * نفائس تيجان ودر مرصع )
677
نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة جلد : 1 صفحه : 677