responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة    جلد : 1  صفحه : 676


الكتب وتحصيلها ونفسه تشرئب إلى طلب الفضائل وتفصيلها وله تدقيق في الصناعة الطبية وتحقيق لمباحثها الكلية والجزئية وله في الطب كتب مؤلفة وحواش متفرقة واشتغل بصناعة الطب على أبيه وقرأ أيضا على الشيخ موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي وحرر عليه كثيرا من العلوم ولا سيما من تصانيف الشيخ موفق الدين البغدادي واشتغل أيضا بالأدب على الشيخ علم الدين السخاوي وعلى غيره من العلماء وقد أتقن علم الأدب إتقانا لا مزيد عليه ولا يشاركه أحد فيه وله فطرة جيدة في قول الشعر وأحب ما إليه التخلي مع نفسه والملازمة لقراءته ودرسه والاطلاع على آثار القدماء والانتفاع بمؤلفات الحكماء وكان نزيه النفس عالي الهمة لم يؤثر التردد إلى الملوك ولا إلى أرباب الدولة وخدم مدة في البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك العادل نور الدين بن زنكي ولما وقف شيخنا مهذب الدين عبد الرحيم بن علي رحمه الله الدار التي له بدمشق وجعلها مدرسة يدرس فيها صناعة الطب وينتفع المسلمون بقراءتهم فيها أوصى أن يكون مدرسها شرف الدين بن الرحبي لما قد تحققه من علمه وفهمه فتولى التدريس بها مدة وتوفي شرف الدين بن الرحبي بدمشق ودفن بجبل قاسيون وكانت وفاته رحمه الله في الليلة التي صباحها يوم الجمعة حادي عشر المحرم سنة سبع وستين وستمائة بعلة ذات الجنب وحدثني الحكيم بدر الدين بن قاضي بعلبك وشمس الدين الكتبي المعروف بالخواتمي قالا كان شرف الدين قبل أن يمرض ويموت بأشهر يقول للجماعة المترددين إليه والتلاميذ المشتغلين عليه إنه بعد قليل أموت وذلك يكون عند قران الكوكبين ثم يقول لهم قولوا للناس هذا حتى يعرفوا مقدار علمي في حياتي وعلمي بوقت موتي وكان قوله موافقا لما حكم به ومن شعر شرف الدين بن الرحبي وهو مما أنشدني لنفسه فمن ذلك قال ( سهام المنايا في الورى ليس تمنع * فكل له يوما وإن عاش مصرع ) ( وكل وإن طال المدى سوف ينتهي * إلى قعر لحد في ثرى منه يودع ) ( فقل للذي قد عاش بعد قرينه * إلى مثلها عما قليل ستدفع ) ( فكل ابن أنثى سوف يفضي إلى ردى * ويرفعه بعد الأرائك شرجع ) ( ويدركه يوما وإن عاش برهة * قضاء تساوى فيه هم ومرضع ) ( فلا يفرحن يوما بطول حياته * لبيب فما في عيشة المرء مطمع ) ( فما العيش إلا مثل لمحة بارق * وما الموت إلا مثل ما العين تهجع ) ( وما الناس إلا كالنبات فيابس * هشيم وغض إثر ما باد يطلع ) ( فتبا لدنيا ما تزال تعلنا * أفاويق كأس مرة ليس تقنع ) ( سحاب أمانيها جهام وبرقها * إذا شيم برق خلب ليس يهمع )

676

نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة    جلد : 1  صفحه : 676
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست