فكان ذلك أوّل فرس انتشر في العرب من تلك الخيل .
فلما سمعت بنو تغلب ، أتوهم فاستطرقوهم . فنتج لهم من زاد الراكب :
الهجيس [1] . فكان أجود من زاد الراكب .
[ فلما سمعت بكر بن وائل ، أتوهم فاستطرقوهم [2] ، فنتجوا من الهجيس :
الدّينارىّ . فكان أجود من الهجيس .
فلما سمعت بذلك بنو عامر ، أتوا بكر بن وائل فاستطرقوهم على سبل ، وكانت أجود ما أدرك [3] . وأمها سوادة ، وأبوها فيّاض . وأمّ سوادة قسامة [4] . وكان فيّاض

[1] الذي في ابن الاعرابىّ والغندجانىّ و « القاموس » : « الهجيسىّ » ، أي بياء النسبة . [ وقد ورد اسمه « الهجيش » بالشين المعجمة في ك ، ط ، وهو خطأ ] .
[2] هذه الجملة ساقطة في الأصول كلها ، وقد أضفتها من عندي لأن سياق الكلام قبلها وبعدها يستلزمها حتما ، ولا سيما ما ذكره ابن الكلبىّ نفسه في س 314
[3] ط : أدركوا .
[4] سماها المصنف بهذا الاسم أيضا ( في س 354 ) . ولكن الغندجانىّ سماها « قسام » بضم القاف . وسماه القاموس « القسامىّ » بفتح القاف . واستشهد شارحه بالشاهد الذي أورده ابن الكلبي كما تراه في س 452 ، 461 - 466 وبإنعام النظر يصح لنا القول بحصول التباس على المصنفين الذين كتبوا في هذا الموضوع ، مثل ابن الكلبىّ والغندجانىّ ، ومن روى عنهم من المتأخرين كصاحب القاموس وشارحه . والذي أتخيله لتعليل هذا الالتباس أن العرب كان لهم أفراس باسم « قسامة » أو « القسامة » ( أم سوادة ) ، و « قسامة » أو « القسامية » ( أم سبل ) ، و « قسام » ( بفتح القاف أو ضمها ان لم يكونا فرسين ) . و « قسام » ( ممنوعة من الصرف كقطام ) ، و « القسامىّ » ( علم على فرس معين ) . هذا ويستفاد من كلامهم أيضا أنهم كانوا يفتخرون بنسبة أفراسهم إلى أحد هذه الأفراس النجيبة ، كما ورد في قول النابغة ، بمثل ما كانوا يفتخرون بالأعوجبات نسبة إلى أعوج .

15