نام کتاب : أنساب الخيل في الجاهلية والإسلام وأخبارها نویسنده : ابن الكلبي جلد : 1 صفحه : 14
ابن داود بعد تزوّجه بلقيس : ملكة سبإ ، فسألوه عما يحتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم ، حتّى قضوا من ذلك ما أرادوا ، وهمّوا بالانصراف ، فقالوا : « يا نبىّ اللَّه ، إن بلدنا شاسع [1] ، وقد أنفضنا من الزاد . مر لنا بزاد يبلغنا إلى بلادنا ! » فدفع إليهم سليمان فرسا من خيله ، من خيل داود . قال : « هذا زادكم ! فإذا نزلتم فاحملوا عليه رجلا ، وأعطوه مطردا [2] ، وأوروا ناركم . فإنكم لن تجمعوا حطبكم وتوروا ناركم [3] ، حتّى يأتيكم بالصيد » . فجعل القوم لا ينزلون منزلا إلا حملوا على فرسهم رجلا بيده مطرد ، واحتطبوا وأوروا نارهم . فلا يلبث أن يأتيهم بصيد من الظباء والحمر [4] . فيكون معهم منه ما يكفيهم ويشبعهم ، ويفضل إلى المنزل الآخر . فقال الأزديّون : « ما لفرسنا هذا اسم إلَّا : زاد الراكب [5] ! » .
[1] ط : شايع . [ وهو تحريف من الناسخ ] . [2] المطرد رمح قصير يطعن به حمر الوحش ( كتب اللغة ) . وقال الجاحظ : إن المطارد لصيد الوحش ( انظر « البيان والتبيين » ج 2 ص 52 ) ، وعرّفنا في « مناقب الترك » ( ص 16 من طبعة ليدن ، وص 16 من طبعة الساسىّ ) أنها تكون قصيرة ويستعملها الفرسان ؛ ثم عرّفنا أن قناة التركىّ هي مطرد أجوف . ( « مناقب الترك » ص 33 من طبعة ليدن ، وص 32 من طبعة الساسىّ ) . [3] هذه الجملة التي أوّلها نجيم ساقطة في ط . [4] ط : فلا يلبثوا إلا يأتيهم بصيد من الظبي أو الحمر . [5] هكذا ورد اسمه في جميع الأصول . وقد لخص ابن عبد ربه عن ابن الكلبىّ هذه العبارة أيضا . انظر « العقد الفريد » ( ج 1 ص 59 ) . ولخصها أيضا البلقيني وسماه « زاد الراكب » . وأما ابن الأعرابىّ ، فقد سمى هذا الفرس « زاد الركب » وقال : إن سليمان زوّده ناسا من العماليق ، فهو أصل خيل العرب . وكذلك الغندجانىّ سماه « زاد الركب » . [ وعندي أن هذه التسمية أفضل لأن المقصود الجماعة لا الواحد ، فضلا عن أن الشعر الوارد فيه يعيّنه . أنشد الغندجانىّ قول الشاعر : < شعر > ولما رأوا ما قد رأته شهوده تنادوا : ألا هذا المبرّ المؤمّل ! أبوه ابن « زاد المركب » وهو ابن أخته معمّ لعمري في الجياد ومخول ! ] . < / شعر >
14
نام کتاب : أنساب الخيل في الجاهلية والإسلام وأخبارها نویسنده : ابن الكلبي جلد : 1 صفحه : 14