نام کتاب : الجوهرة في نسب الإمام علي وآله نویسنده : البري جلد : 1 صفحه : 75
وقام إليه ابن الكواء يوما آخر ، وهو يخطب فقال : ما السواد الذي في القمر ؟ فقال له : قاتلك الله ، سل تفقها ولا تسل تعنتا ، ألا سألت عن شئ ينفعك في أمر دنياك وأخرتك ؟ ثم قال : محو الليل . ودخل ضرار بن ضمرة الصدائي ، وكان من أصحاب ألوية علي بصفين على معاوية بعد موت علي . فقال له : يا ضرار صف لي عليا . فقال : اعفني يا أمير المؤمنين . قال : لتصفنه . قال : أما إذا لا بد من وصفه فكان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فضلا ، ويحك عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل ووحشته . وكان غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ، ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن . كان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ، وينبئنا إذا استنبأناه . ونحن والله مع تقريبه إيانا ، وقربه منا لا نكاد نكلمه لهيبته ، ولا نبتديه لعظمته . يعظم أهل الدين ، ويقرب المساكين . لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله . وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه ، ولا ييأس الضعيف من عدله . وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، ويقول : يا دنيا غري غيري إلي تعرضت أم إلي تشوقت . هيهات قد بتتك [1] ثلاثا لا رجعة فيها ، فعمرك قصير ، وخطرك قليل حقير . آه من قلة الزاد وبعد