responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 99


أخرى عباد الطاغوت وعبد الطاغوت وعبدة الطاغوت وعباد الطاغوت وعبد الطاغوت . وأما عبد الطاغوت نصبا فهو بمعنى الفعل من العبادة ومن المضمر المختصر أيضا قوله عزّ وجلّ : * ( أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ ) * [ سورة هود : 60 ] ضميره إحدى كلمتين كفروا نعمة ربهم كفروا توحيد ربهم فأضمر للاختصار وانتصاب الاسم لسقوط الخافض وفيها وجه غريب إلَّا أنه محمول على المعنى لأنه أي غطوا ربهم التغطية أي غطوا آياته وما دعا إليه من الحق والمعنى كفرهم أي غطى عليهم بما غطوا ربهم هكذا حقيقة في التوحيد إذ الأولية في كل فعل منه وهم ثوان فيما بعد فهو بمعنى قوله : * ( ولَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ ) * [ الأنعام : 9 ] اللبس التغطية .
ومنه قوله : * ( الَّذِينَ اتَّخَذُوا من دُونِ الله أَوْلِياءَ ) * [ العنكبوت : 41 ] . ما نعبدهم مضمره يقولون ما نعبدهم ومثله فظللتم تفكرون إنّا لمغرمون أي يقولون إنّا لمغرمون وعلى هذا المعنى وجه قوله : * ( فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ) * [ النساء : 78 ] ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك . المعنى فيه يقولون : ما أصابك على معنى الإخبار عنهم والذم لهم فهلكت بذلك القدرية لجهلهم بعلم العربية فظنوا أنه ابتداء شرع وبيان من الله عزّ وجلّ وقد أحكم الله عزّ وجلّ ابتداء شرعه وبيانه بأوّل الآية في قوله : * ( قُلْ كُلٌّ من عِنْدِ الله ) * [ النساء : 78 ] . وقد كان ابن عباس يقول إذا اشتبه عليكم شيء من القرآن فالتمسوه في كلام العرب فإن الرجل يتلو الآية فيعيا بوجهها فيكفره وقرأتها في مصحف عبد الله بن مسعود فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا قالوا ما أصابك من حسنة فهذا كما أنبأتك وقد رأيت في مصحف عبد الله والذين اتخذوا من دونه أولياء قالوا ما نعبدهم فهذا من ذلك . ومن المضمر قوله تعالى : * ( ولَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً في الأَرْضِ يَخْلُفُونَ ) * [ الزخرف : 60 ] ليس أنه يجعل من البشر ملائكة ولكن معناه لجعلنا بدلا منكم ملائكة ويصلح لجعلنا بدلكم بمعنى منكم . ومن المبدل له قوله عزّ وجلّ : * ( وهُمْ لَها سابِقُونَ ) * [ المؤمنون : 61 ] اللام بدل من الباء المعنى وهم بها سابقون لأنهم لو سبقوها لفاتتهم . وعلى هذا المعنى قال بعضهم إن قوله عزّ وجلّ : * ( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ ) * [ الأعراف : 143 ] . أي بالجبل كان الجبل حجابا لموسى فكشفه عنه فتجلَّى به كما قال من الشجرة أن يا موسى إنني أنا الله فكانت الشجرة وجهة لموسى كلمه الله عزّ وجلّ منها ومثله : * ( ولأُصَلِّبَنَّكُمْ في جُذُوعِ النَّخْلِ ) * [ طه : 71 ] معناه على جذوع . وكذلك : * ( فَلا تَجْعَلْنِي في الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) * [ المؤمنون : 94 ] معناه أي مع القوم وبمعناه : * ( أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ ) * [ الطور : 38 ] أي عليه ويصلح به وكذلك

99

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست