responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 100


قوله : * ( مُسْتَكْبِرِينَ به ) * [ المؤمنون : 67 ] أي عنه يعني عن القرآن . فعلى هذا مجاز قوله تعالى : * ( فَسْئَلْ به خَبِيراً ) * [ الفرقان : 59 ] أي سل عنه . فحروف العوامل يقوم بعضها مقام بعض . ومثله قوله : * ( السَّماءُ مُنْفَطِرٌ به ) * [ المزمل : 18 ] أي فيه يعني في اليوم مثله :
* ( لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا ) * [ البقرة : 150 ] معناه ولا الذين ظلموا فأبدلت إلا بقوله ولا يجوز أن تكون إلا مستأنفة بمعنى لكن الذين ظلموا متصلة بخبرها من قوله : * ( فَلا تَخْشَوْهُمْ ) * [ البقرة : 150 ] فهو بمعنى قوله : * ( لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ . إِلَّا من ظَلَمَ ) * [ النمل : 10 - 11 ] . أي لكن من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فيكون مبتدأ لذكر خبرها بعد وبمعناه قوله تعالى : * ( ولا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ ) * [ النساء : 2 ] . أي مع أموالكم وكذلك قوله : * ( وأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ ) * [ المائدة : 6 ] أي مع المرافق لأنها داخلة في الغسل والحروف العوامل تنوب بعضها عن بعض ولو أظهر مثل هذا المضمر ووصل مثل هذا المحذوف لكانت القراءة ضعيفة .
ومن الموصول المكرر للبيان والتوكيد قوله عزّ وجلّ : * ( وما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ من دُونِ الله شُرَكاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ) * [ يونس : 66 ] قوله له : * ( إِنْ يَتَّبِعُونَ ) * [ يونس : 66 ] مردود ردّه للتوكيد والإفهام كأنه لما طال الكلام أعيد ليقرب من الفهم والمعنى ما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء : * ( إِلَّا الظَّنَّ ) * [ يونس : 66 ] أي أتباعهم الشركاء ظن منهم غير يقين ونحوه من المكرر المؤكد قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم اختصاره الذين استكبروا لمن آمن من الذين استضعفوا فلما قدم الذين استضعفوا وكان المراد بعضهم كرر المراد بإعادة ذكر من آمن منهم للبيان ومثله :
* ( إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلَّا امْرَأَتَهُ ) * [ الحجر : 59 - 60 ] . فأدخل الاستثناء على الاستثناء وهو يطول في كلامهم لأنه أراد بالنجاة بعض الآل فلما أجملهم أخرج مستثنى من مستثنى وفي هذا دليل أن الأزواج من الآل لأنه استثنى امرأته من آله ومن المكرر للتوكيد قوله تعالى : * ( فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ ) * [ القصص : 19 ] . مختصره فلما أراد يبطش وقد قيل أن هذا من المختصر المضمر مما أضمر فيه الاسم وحذف منه الفعل وهو غريب ، فيكون تقديره فلما أن أراد الإسرائيلي أن يبطش موسى : * ( بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما ) * [ القصص : 19 ] فلم يفعل . : * ( قالَ يا مُوسى أَ تُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي ) * [ القصص : 19 ] فهذا حينئذ من أخصر الكلام وأوجزه ومن المكرر المؤكد قوله عزّ وجلّ : * ( فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا من قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ) * [ غافر : 21 ] مفهومه وجائزة فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشدّ منهم قوّة فوصل بمن ووكد فكان هم

100

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست