responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 424


والمعروف أيضا هو المألوف ذو أخلاق مرجوّة من الكرم والرفق والرحمة واللطف .
فإذا شهد القلب ما آمن به من هذه الأخلاق رجا من شهده بها فصار العبد لوصفيه الرجاء والخوف عن معنى شهادتيه المخوفة والمرجوّة عن وصفي مخوفه ومرجوّة وصار كذي قلبين كأنه يرجو بقلب ويخاف بآخر ، وإنما هما شهادتان في قلب واحد لأنهما مقامان لقلب واحد عن شهود مخوف ومرجوّ واحد ، فهذا تفسير قول لقمان ، وهو صفة المؤمن ذي الإيقان . إلا أن الخائف يوصف بما غلب عليه من الحال عما قوي عليه من مشاهدة ويندرج الرجاء في مقامه ، ويوصف الراجي بما قوي عليه من الحال عن غلبة شهادته وينطوي الخوف في مقامه ولا كنه للمخوف تعالى وعلا ولا نهاية للمرجوّ عزّ وجلّ سبحانه وتعالى . فأما الشهيد الموقن العالم المقرّب فبالحالين جميعا يوصف مع اعتدالهما وبالوصفين جميعا يعرف مع استوائهما ، ثم يغلب عليه الوصف التام والحال الكامل .
فإذا عرف به أدرج الوصفان فيه فيقال : صديق لأنه قد تحقق بالصدق فأغنى عن أن يقال مخلص ، ثم يقال عارف لأنه قد رسخ في العلم فكفى أن يقال صادق ثم يقال مقرّب لأنه قد أشهد القرب فاقترب ولم يحتجّ إلى أن يقال عامل ، وهذه أسماء الكمال وأحوال التمام لا يفتقر إلى ذكر حال دونها ولا يوصف بوصف كوصف خائف أو راج لوجودهما فيه واعتدالهما عنده لأن الخوف والرجاء قد فاضا عليه ثم غاضا فيه فإذا قلت عارف أو مقرب أو صديق . فقد دخل فيه وصف حبّ خائف راجع عامل لا محالة كما إذا قلت فلان هاشميّ استغنيت أن تقول قرشيّ أو عربيّ لأن كل هاشميّ يكون عربيّا قرشيّا لا محالة ثم تصفه بوصف التمام أيا فيندرج الوصفان فيه فتقول : فلان حسنيّ أو حسينيّ فاكتفيت أن تقول هاشميّ أو قرشىّ أو علويّ ، وإن كان هاشميّا قرشيّا علويّا لأنه قد عرف أن كل حسينيّ فهو هاشمي قرشىّ علويّ لا محالة . فأما أن تقول : فلان عربيّ أو هاشميّ أو قرشيّ أو علويّ فلا يعرف إلا بما وسمته به لأنه قد يكون علويّا وهو الغاية في النسب ولا يكون حسينيّا وقد يكون هاشميا غير علويّ ويكون قرشيّا غير هاشميّ ويكون عربيا غير قرشي فيلزمه وصف ما عرفته حسب . فكذلك قولك : عارف أو محبّ أو مقرّب أو صديق هي اسم التمام والكمال في المقامات التي تحتوي على جميع الأسباب كقولك : حسنيّ هو اسم التمام وشرف الكمال الذي يفوق على كل الأنساب ولا يصح مقام المعرفة إلا بعين اليقين وشاهد التوحيد بعد أن لا يبقى من النفس بقية في مقام اليقين ولا من الخلق رؤية في شاهد التوحيد فيكون روحانيّا بعد فناء النفس باليقين ربانيا عند شهود الخالق سبق منه التوحيد

424

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست