responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 407


المآل وأعادت الأحكام على من أظهر بها وجعل لها ممن حقّت عليه الكلمات وجعل نصيبه من معاني هذه السريرة من الصفات فيؤدي ذلك منّا إلى كشف باطن الأوصاف ، وهذا غير مأمور به ولا مأذون فيه ، لأنه لا يجب فلم يؤمر به ، ولأنه لم يبح فلم يؤذن فيه ، وهو من سرّ القدر وقد نهي عن إفشائه في غير خبر ولو لم يطلع الأولياء عليه لما قيل : فلا تفشوه . فإن أقام الله تعالى عبدا مقام هذه المشاهدة أغناه بالمعاينة عن الخبر ، وآنسه بالمحادثة عن الأثر ، وذلك هو العلم النافع الذي يكون العلَّام معلَّمه ، وذلك هو الأثر اللازم الذي يكون الجاعل مؤثره . * ( ومن يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ويَرْزُقْهُ من حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ومن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ ) * [ الطلاق : 3 ] .
فالكتب الذي لا يمحي ما كان من نوره والعين التي لا تخفى لأنها بحضوره والنور الذي لا يطفأ لأنه من روحه والروح الذي لا كرب فيه لأنه من ريحانه والمدد الذي لا ينقطع فمن روحه . وقد كتب وأيد وكل كتاب بيد مخلوق فغير محفوظ وقد يضيع وكل أيد بغير روحه فمقطوع وما كتبه الصانع بصنعه في قلب حفيظ فمثبت عتيد .
وقد روينا عن زيد بن أسلم في قوله تعالى : * ( في لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) * [ البروج : 22 ] .
قال : قلب المؤمن وقال آخر في قوله : * ( والْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ) * [ الطور : 4 ] قلب العارف . وقال بعض أهل المعرفة : * ( في بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ ) * [ النور : 36 ] قلوب المقرّبين رفعت إلى وصف الخالق عن ذكر المخلوقين ويذكر فيها اسمه بالتوحيد على تجريد الوحدانية عن شهادة الأحدية .
وقد كان أبو محمد سهل رحمه الله تعالى يقول : الصدر هو الكرسي والقلب هو العرش والله تبارك وتعالى واضح عليه عظمته وجلاله ، وهو مشهود بلطفه وقربه .
فصدر المؤمن أوّله صمدية وآخره روحانية وأوسطه ربوبية ، فهو صمديّ روحانيّ ربانيّ وقلبه أوله قدرة وآخره برّ ، وأوسطه لطف . فإذا كان كذلك فهو مشكاة فيها مصباح يرى به الزجاج كأنها كوكب دريّ تشهد به الآلاء ، فهو مرآة جسدي يرى فيرى به الوجه ويجده عنده كما يراه به من وراء مرآة مشاهدة من قلب موقن بعين يقين . يشهد الصدر الكرسي والقلب العرش والله تعالى عليه .
ولا يحلّ للعلماء أيضا كشف علامات سوء الخاتمة فيمن رأوها فيه من العمال لأن لها علامات جليّة عند المكاشفين بها وأدلة خفيّة عند العارفين المشرف بهم عليها ، ولكنها من سر المعبود في العبد خبيئة وخبأة في خزائن النفوس لم يطلع عليها إلا الأفراد

407

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست