responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 403


يقول : وددت أني شجرة تعضد . وطلحة والزبير رضي الله عنهما يقولان : وددنا أنّا لم نخلق . وعثمان رضي الله عنه يقول : وددت أني إذا متّ لا أبعث . وعائشة رضي الله عنها تقول : وددت أني كنت نسيا منسيا . وابن مسعود رضي الله عنه يقول : ليتني أني أكون رمادا ، وفي رواية عنه : ليتني كنت بعرة ، ليتني لم أك شيئا في طبقة يكثر عدهم ونحن في ارتكاب الكبائر ونحدث نفوسنا بالدرجات العلى والقرب من سدرة المنتهى ، ونسينا أن أبانا آدم صلوات الله عليه أخرج من الجنة بعد أن دخلها بذنب واحد ونحن لم نرها بعد فإنما نضرب في حديد بارد .
وروينا في خبر أن رجلا من أهل الصفة استشهد فقالت أمه هنيئا فقالت أمه هنيئا لك عصفور من عصافير الجنة هاجرت إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وقتلت في سبيل الله تعالى فقال النبي صلَّى الله عليه وسلم : وما يدريك فلعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع ما لا يضرّه . وفي حديث آخر بمثل هذه القصة أنه دخل على بعض أصحابه وهو عليل ، فسمع أمه تقول هنيئا لك الجنة .
فقال : من هذه المتألية على الله عزّ وجلّ فقال الرجل : هي أمي يا رسول الله فقال : وما يدرك لعل فلانا كان يتكلم بما لا يعنيه ويبخل بما لا يغنيه .
وروينا بمثل معنى هذا أن النبي صلَّى الله عليه وسلم صلَّى على طفل منفوس ، ففي راوية : إنه سمع يقول في دعائه : اللَّهم قه عذاب القبر وعذاب جهنم وفي رواية : ثانية : إنه سمع قائلة تقول :
هنيئا لك عصفور من عصافير الجنة . فغضب وقال : ما يدريك ؟ إنه كذلك والله . إني رسول الله وما أدري ما يصنع بي . إن الله عزّ وجلّ خلق الجنة وخلق لها أهلا وخلق النار وخلق لها أهلا لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم . وقد قاله رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في جنازة عثمان بن مظعون ، وكان من المهاجرين الأول واستشهد لما قالت أم سلمة رضي الله عنها ذلك ، وكانت تقول : والله لا أزكي أحدا بعد عثمان رضي الله عنه . وأعجب من ذلك أنّا روينا عن محمد بن الحنفية رضي الله عنه أنه قال : والله لا أزكي أحدا غير رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ولا أبي الذي ولدني قال : فتكلمت الشيعة . فأخذ يذكر من فضائل عليّ كرّم الله وجهه ومناقبه ، فهذه المعاني أحرقت قلوب الخائفين ولعل ذكر البعد في الأبعاد الذي شيب الحبيب القريب في قوله صلَّى الله عليه وسلم : شيّبتني هود وأخواتها وسورة الواقعة وإذا الشمس كوّرت وعمّ يتساءلون لأن في سورة هود * ( أَلا بُعْداً لِثَمُودَ ) * * ( أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ ) * [ هود : 60 ] * ( أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ ) * . وفي سورة الواقعة : * ( لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ ) * [ الواقعة : 2 ] يعني وقعت السابقة لمن سبقت له وحقّت الحاقة بمن حقّت عليه « خافِضَةٌ رافِعَةٌ » خفضت قوما في الآخرة كانوا مرفوعين في الدنيا حين ظهرت الحقائق وكشفت عواقب الخلائق ،

403

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست