نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 392
فقال : وما حدثت عني ؟ فقلت : حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس بن مالك عن نبيّك صلَّى الله عليه وسلم عنك أنك قلت : تباركت وتعاليت أنا عند ظنّ عبدي بي فليظن بي ما شاء ، وقد كنت أظنّ بك أن لا تعذّبني . فقال عزّ وجلّ : صدق نبيي وصدق أنس صدق الزهري وصدق معمر وصدق عبد الرزاق وصدقت . قال : فغلفت وخلع عليّ وألبست ومشى بين يدي الولدان إلى الجنة فقلت يا لها من فرحة . وفي الخبر : أن رجلا من بني إسرائيل كان يشدد على الناس ويقنطهم من رحمة الله تعالى فيقول الله تعالى له يوم القيامة : اليوم أؤيسك من رحمتي كما كنت تقنط عبادي منها . وفي الحديث : أن رجلين تواخيا في الله تعالى من بني إسرائيل فكان أحدهما عابدا والآخر مسرفا على نفسه ، فكان هذا العابد ينهاه ويزجره فيقول له : دعني وربي أ بعثت عليّ رقيبا ؟ حتى رآه ذات يوم على كبيرة فغضب فقال : لا يغفر الله لك قال : فيقول الله تعالى له يوم القيامة : أ تستطيع أن تحظر رحمتي على عبادي اذهب فقد غفرت لك ، ثم قال للعابد : وأنت فقد أوجبت لك النار . قال : فو الذي نفسي بيده لقد تكلم بكلمة أهلكت دنياه وآخرته . وروينا في معناه أن لصّا كان يقطع الطريق أربعين سنة في بني إسرائيل فمرّ عليه عيسى عليه السلام وخلفه عابد من عباد بني إسرائيل من الحواريين فقال للصّ في نفسه : هذا نبي الله يمرّ وإلى جنبه حواريه لو نزلت فكنت معهما ثالثا . قال : فنزل فجعل يريد أن يدنو من الحواري ويزدري نفسه تعظيما للحواري ويقول في نفسه : مثلي لا يمشي إلى جنب هذا العابد قال وأحس به الحواري فقال في نفسه : هذا يمشي إلى جانبي قال : فضمّ نفسه وتقدم إلى عيسى عليه السلام فمشى إلى جانبه فبقي اللصّ خلفه . قال : فأوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام : قل لهما يستأنفان العمل فقد أحبطت ما سلف من أعمالهما ، أما الحواري فقد أحبطت حسناته لعجبه بنفسه وأما الآخر فقد أحبطت سيئاته بما ازدرى على نفسه قال : فأخبرهما بذلك وضمّ اللص إليه سياحته وجعله من حواريه . وروينا عن مسروق بن الأجدع : إن نبيّا من الأنبياء كان ساجدا فوطئ بعض العتاة على عنقه حتى الزق الحصى بجبهته قال : فرفع النبي عليه السلام رأسه مغضبا فقال : اذهب فلن يغفر الله قال : فأوحى الله تعالى إليه تتألى عليّ في عبادي أني قد غفرت له . قال ابن عباس رضي الله عنه كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقنت يدعو على المشركين ويلعنهم في صلاته فنزلت ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم إلي قوله : * ( لَيْسَ لَكَ من الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ ) * [ آل عمران : 128 ] قال : فترك الدعاء عليهم . قال : فهدى الله تعالى عامة أولئك الإسلام » .
392
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 392