نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 391
محبتي أن تعطف على عبادي وتأخذ عليهم بالفضل هنالك . أكتبك من أوليائي وأحبابي ولا تنظر إلى عبيدي نظرة جفاء ولا قسوة . فإذا أنت قد أبطلت أجرك فاحفظ عني ثلاثا : خالص حبيبي مخالصة ، وخالف أهل الدنيا مخالفة ، ودينك فقلدنيه . وعن داود وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام : أحبّني وأحبّ من يحبني وحببني إلى خلقي . قال : يا ربّ هذا أحبّك وأحبّ من يحبّك . فكيف أحببك إلى خلقك ؟ فقال عزّ وجلّ : اذكرني لحسن الجميل واذكر آلائي وإحساني وذكرهم ذلك فإنهم لا يعرفون مني إلا الجميل . وروي عن يزيد الرقاشي عن أنس : أن النبي صلَّى الله عليه وسلم قال : ألا أخبركم عن أقوام ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله تعالى على منابر من نور يعرفون عليها . قالوا : من هم ؟ قال : الذين يحببون عباد الله إلى الله تعالى ويحببون الله عزّ وجلّ إلى عباده ويمشون في الأرض نصحاء . فقلنا هذا حببوا الله إلى عباده فكيف يحببون عباد الله إلى الله ؟ قال : يأمرونهم بما يحبّ الله وينهونهم عما حرم الله فإذا أطاعوهم أحبهم الله . ورؤي أبان بن عياش في النوم بعد موته ، وكان من أكثر الناس حديثا بالرخص وأبواب الرجاء فقال : أوقفني ربي عزّ وجلّ بين يديه فقال : ما حملك على أن حدثت عني بما حدثت به من الرخص ؟ قال : فقلت يا ربّ أردت أن أحبّبك إلى خلقك . قال : قد غفرت لك . وحدثت عن مالك بن دينار : أنه لقي أبانا فقال : إلى كم تحدث للناس بالرخص فقال : يا أبا يحيى إني لأرجو أن ترى من عفو الله تعالى يوم القيامة ما تخرق له كساءك هذا من الفرح . وفي حديث ربعي بن حراش عن أخيه ، وكان من خيار التابعين وهو ممّن تكلم بعد الموت . قال : لما مات أخي سجّي بثوبه وألقيناه على نعشه فكشف الثوب عن وجهه واستوى قاعدا وقال : إن لقيت ربي عزّ وجلّ فحياني بروح وريحان وربّ غير غضبان ، وإني رأيت الأمر أيسر مما تظنون ولا تغتروا فإن محمدا صلَّى الله عليه وسلم ينتظرني وأصحابه حتى أرجع إليهم قال : ثم طرح نفسه فكأنه كانت حصاة وقعت في طست فحملناه فدفناه . وقال بكر بن سليمان : دخلنا على مالك رحمه الله تعالى في العشية التي قبض فيها فقلنا كيف تجدك ؟ قال : ما أدري ما أقول لكم إلا أنكم ستعاينون غدا من عفو الله تعالى ما لم يكن لكم في حساب . قال : فما برحنا حتى أغمضناه ودفناه . ورؤي يحيى بن أكثم في النوم فقيل : ما فعل الله تعالى بك : فقال : أوقفني بين يديه وقال : يا شيخ السوء فعلت وفعلت قال : فأخذني من الرعب والفزع ما يعلم الله تعالى ، ثم قلت يا ربّ ما هكذا حدثت عنك .
391
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 391