نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 387
تغلب غضبي . والأخبار المشهورة عن معاذ بن جبل وأنس بن مالك رضي الله عنهما : من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، ومن كان آخر كلامه قول : لا إله إلا الله لم تمسّه النار ، ومن لقي الله تعالى لا يشرك به شيئا حرمت عليه النار ولا يدخل النار من في قلبه وزن ذرة من إيمان . وقد قال في خبر آخر : لو يعلم الكافر سعة رحمة الله تعالى ما أيس من رحمته أحد وقد قال تعالى في حسن عفوه عن أكبر الكبائر بعد ظهور الآيات : * ( ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ من بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ ) * [ النساء : 153 ] . وقال في خطاب لطيف لأوليائه يعرفهم نفاذ أحكامه فيهم وجريان مشيئته عليهم : فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البيّنات فاعلموا أن الله عزيز حكيم ، عزيز لا يوصل إليه إلا به ، حكيم حكم بمشيئته على عباده . ثم يغفر الذنوب جميعا فلا يبالي كما أجرى على من فضله على العالمين . مقالة الكافرين فلم يضرّهم مع تفضيله لهم إذ قالوا لموسى عليه السلام : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة . فقال : أ غير الله أبغيكم إلها وهو فضّلكم على العالمين ، وبهذا المعنى عارض عليّ كرّم الله وجهه رأس الجالوت لما قال له : لم تلبثوا بعد نبيكم عليه السلام إلا ثلاثين سنة حتى ضرب بعضكم وجه بعض بالسيف فقال عليّ كرّم الله وجهه : أنتم لم تجفّ أقدامكم من ماء البحر حتى قلتم لموسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة . وروينا عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : إذا حدثتم الناس عن ربهم فلا تحدثوهم بما يفزعهم وينفرهم . وقال في حديث آخر : بشّروا ولا تنفروا ويسّروا ولا تعسّروا . ولما وعظهم النبي صلَّى الله عليه وسلم فقال : لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا الحديث . فهبط جبريل عليه السلام فقال : إن الله تعالى يقول : لم تقنط عبادي ؟ فخرج إليهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فرجاهم وشوّقهم . ولما تلا الرسول صلَّى الله عليه وسلم هذه الآية : * ( إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) * [ الحج : 1 ] قال : أ تدرون أيّ يوم ؟ هذا يوم يقال لآدم عليه السلام : قم فابعث نصيب النار من ذريتك . فقال : كم ؟ قيل من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحد إلى الجنة . قال : فبكوا يومهم ذلك وتركوا الأشغال والعمل . فخرج عليهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فقال : ما بالكم أنتم في الأمم مثل شعرة بيضاء في جلد ثور أسود . والخبر المشهور : لو لم تذنبون لخلق الله تعالى خلقا يذنبون ليغفر لهم . وفي لفظ آخر : لذهب بكم وجاء بقوم يذنبون فيغفر لهم . إنه هو الغفور الرحيم أي أن وصفه سبحانه وتعالى المغفرة والرحمة ، فلا بدّ أن يخلق مقتضى وصفه حتى يحق وصفه عليه هذا كما يقول في علم المعرفة : إن له سبحانه وتعالى من كلّ اسم وصفا ومن كل وصف فعل ، وفي هذا سرّ المعرفة ومنه معرفة الخصوص . وحكي لنا معناه عن إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه قال : خلا لي الطواف ذات ليلة ،
387
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 387