responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 326


تعالى عملة السوء جهلة فقال تعالى : * ( أَنَّهُ من عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ) * [ الأنعام : 54 ] .
وقال تعالى : * ( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) * [ النمل : 55 ] وقال : * ( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ) * [ الأعراف : 81 ] . ويقال : إن العرش يهتز ويغضب الرب تعالى لثلاثة أعمال : لقتل النفس بغير نفس ، وإتيان الذكر بالذكر ، وركوب الأنثى الأنثى . وفي خبر : لو اغتسل اللوطي بالبحار لم يطهّره إلا التوبة ولو لم يكن في يسير المعصية من الشؤم إلا حرمان الطاعة وفقد حلاوة الخدمة ومقت المولى لكان هذا من أعظم العقوبات . كما قال وهيب بن الورد وقد سئل :
هل يجد العاصي حلاوة الطاعة قال : لا ولا من هم بمعصية . ولذلك سمّى الله تعالى يحيى سيدا لأنه لم يهمّ بمعصية فصار علامة السيد بقدر سؤدد من لا يهمّ بالمعاصي فصار من لا يهمّ بالمعاصي سيدا . وفي خبر من لبس ثوب شهرة وفي بعضها : من نظر إلى عطفيه فاختال أعرض الله تعالى عنه وإن كان عنده حبيبا كيف وفي المخالفة وجود البعد والوحشة والانقطاع من المعاملة .
وروينا في خبر : إن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة تطايرت الحلل عن جسده وبدت عورته قال : فاستحيا التاج والإكليل من وجهه أن يرتفعا عنه فجاءه جبريل عليه السلام فأخذ التاج عن رأسه وحل ميكائيل الإكليل عن جبينه ونوديا من فوق العرش :
اهبطا من جواري فإنه لا يجاورني من عصاني . فالتفت آدم إلى حوّاء باكيا وقال : هذا أول شؤم المعصية أخرجنا من جوار الحبيب . وروينا أن سليمان نبي الله صلَّى الله عليه وسلم لما عوقب على خطيئته من أجل التمثال الذي عبد في داره أربعين يوما وقيل : إن المرأة سألته أن يكون الحكم لأبيها على خصمه فقال : نعم ولم يفعل وقيل : بل أحب بقلبه أن يكون الحكم لأبيها على خصمه لمكانها فسلب ملكه أربعين يوما فهرب تائها على وجهه وكان يسأل بكفه فلا يطعم فإذا قال : أطعموني فإني سليمان بن داود شج وضرب . ولقد بلغني أنه استطعم من بيت فطرد وبزقت امرأة في وجهه . وفي رواية قال : فأخرجت إليه عجوز جرة فيها بول فصبته على رأسه إلى أن خرج له الخاتم من بطن الحوت فلبسه بعد انقضاء الأربعين وهي أيام العقوبة قال : فجاءت الطير فعكفت عليه وجاءت الجنّ والشياطين والوحوش فاجتمعت حوله . فلما عرفه الصيادون عقروا بين يديه واعتذروا إليه مما كانوا طردوه وشجوه فقال : لا ألومكم فيما صنعتم قبل ولا أحمدكم فيما تصنعون الآن . هذا أمر من السماء فلا بدّ منه ولقد بلغني أنه كان في مسيره والريح تحمله في جنوده إذ نظر إلى قميصه نظرة وكان عليه قميص جديد فكأنه أعجبه فوضعته الريح بالأرض فقال لها لم فعلت ولم آمرك قال : إنما نطيعك إذا أطعت الله تعالى .

326

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست