responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 219


مكاشفات العلوم ولنسمعنّهم غرائب الفهوم ولنوصلنّهم إلى أقرب الطرق إلينا بحسن مجاهدتهم فينا . ثم ختم الأمر بقوله تعالى : * ( وإِنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) * [ العنكبوت : 69 ] هذا مقام مشاهدة الصفات فكان المجاهد فيه معهم أولا بالتوفيق فيه صبروا له بالتأييد وكان المحسن معهم آخر اليوم فيه أحسنوا إلى نفوسهم غدا .
وروينا عن الحسن البصري عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : العلم علمان ، فعلم باطن في القلب فذاك هو النافع . وسئل رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عن معنى قوله تعالى : * ( فَمَنْ يُرِدِ الله أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ ) * [ الأنعام : 125 ] ما هذا الشرح ؟ قال : هو التوسعة يعني : أن النور إذا قذف في القلب اتسع له الصدر وانشرح . وقال بعض العارفين : لي قلب إذا عصيته عصيت الله تعالى يعني أنه لا يقذف فيه إلا طاعة ولا يقر فيه إلا حق فقد صار رسوله إليه فإذا عصاه فقد عصا المرسل بمعنى الخبر الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل وبقوله صلَّى الله عليه وسلم : المؤمن ينظر بنور الله . فمن نظر بنور الله كان على بصيرة من الله تعالى وكان عمله بنوره طاعة لله تعالى . وقال بعض العارفين : منذ عشرين سنة ما سكن قلبي إلى نفسي ساعة وما ساكنته طرفة عين . وسئل بعض العلماء عن علم الباطن أي شيء هو ؟ فقال : سر من سر الله تعالى يقذفه في قلوب أحبابه لم يطلع عليه ملكا ولا بشرا .
وقد روينا فيه خبرا مسندا أحببنا أن نسنده وقد جاء رجل إلى النبي صلَّى الله عليه وسلم فقال :
علمني من غرائب العلم فقال : هل عرفت الرب فأخبر أن غرائب العلوم في المعرفة وقد أمر صلَّى الله عليه وسلم بأصل العلوم الذي فيه غرائب الفهوم فقال : اقرؤا القرآن والتمسوا غرائبه يعني تدبر معانيه واستنباط بواطنه إذ بكلامه عرفه أولياؤه وقد قيل : تكلموا تعرفوا . فمن عرف معاني الكلام ووجوه الخطاب عرف به معاني الصفات وغرائب علوم أسماء الذات . وقال ابن مسعود : من أراد علم الأوّلين والآخرين فليثوّر القرآن . وقال بعض أهل المعرفة في فهم هذه الآية : إن الله يأمر بالعدل والإحسان قال : العدل تدبر القرآن وفهمه والإحسان مشاهدة الفهم . وفي تأويل قوله عليه الصلاة والسلام في صفة العدل شاهد لقوله هذا في حديثه الذي وصف فيه شعب الإيمان فقال : الإيمان على أربع دعائم : على الصبر . واليقين ، والعدل ، والجهاد ، ثم قال والعدل على أربع شعب : غائص الفهم ، وزهرة العلم . وروضة الحلم ، وشرائع الحكم ، فمن فهم فسر جمل العلم ومن علم عرف شرائع الحكم ومن حلم لم يفرط في أمره وعاش في الناس حميدا . وقال بعض المكاشفين ظهر لي الملك : فسألني أن أملي عليه شيئا من ذكرى الخفي من مشاهدتي من التوحيد وقال : ما نكتب لك عملا ونحن نحب أن نصعد لك بعمل نتقرب به إلى الله تعالى فقلت : أ ليس يكتبان الفرائض ؟

219

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست