responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 215


قدر تمكن هذه الثلاثة من النفس وحقائقها على مثل ما ذكرناه من تمكن خواطر اليقين وضعفها لوجود مكانها وهو العلم والإيمان والعقل . وفي القلب يظهر سلطان ذلك أجمع فأي جند كانت المشيئة معه غلب . وروينا عن علي عليه السلام أن الله في أرضه آنية وهي القلوب فأحبها إليه أرقها وأصفاها وأصلبها . ثم فسره فقال : أصلبها في الدين وأصفاها في اليقين وأرقها على الإخوان فمثل القلوب مثل الأواني في تقارب جوهرها ، فأرقها وأصفاها وأعلاها يصلح للملك والوجه والطيب . وأكثفها وأرداها يصلح للأدناس ، وما بين ذلك يصلح لما بينهما . ومثلهما أيضا مثل الموازين الطيار اللطيف والمعيار يصلح لوزن الذهب بالتحرير والمعيار والكثيف الجافي يصلح للقت والأنعام وما بينهما يصلح لما بين ذلك فيوزن بكل ميزان ما يصلح له من كل شيء موزون كما يجعل في كل إناء ما يليق به من كل شيء مرذول أو مصون . كذلك الحكم والحكمة في الملكوت الباطن كالحكمة والحكم في الملكوت الظاهر بتعديل الظاهر الباطن . وفي تفسير قوله عزّ وجلّ : * ( مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ في زُجاجَةٍ ) * [ النور : 35 ] ، فسره أبيّ بن كعب قال :
مثل نور المؤمن وكذلك كان يقرأه قال : فقلب المؤمن هو المشكاة فيها مصباح . فكلامه نور وعمله نور ويتقلب في نور . ثم قال في قوله تعالى : * ( أَوْ كَظُلُماتٍ في بَحْرٍ لُجِّيٍّ ) * [ النور : 40 ] قال قلب المنافق فكلامه ظلمة وعمله ظلمة ويتقلب في ظلمة وكان زيد بن أسلم يقول في قوله تعالى : * ( في لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) * [ البروج : 22 ] . قال قلب المؤمن وقال أبو محمد سهل مثل القلب والصدر مثل العرش والكرسي .
وروينا في حديث ابن عمر قال قيل يا رسول الله أين الله في الأرض ؟ قال : في قلوب عباده المؤمنين . وفي الخبر المأثور عن الله تعالى لم يسعني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن . وفي بعضها اللين الوادع فاللين يعني السهل الرقيق القريب والوداع يعني الساكن المطمئن . وفي الخبر : ما ألبس العبد لبسة أحسن من خشوع في سكينة فهذه لبسة المتقين وصبغة الله تعالى للعارفين . وفي الحديث قيل : يا رسول الله من خير الناس ؟ قال : كل مؤمن محموم القلب . ثم فسره رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فقال : هو التقي الذي لا غش فيه ولا بغي ولا غلّ ولا حسد . وقال بعض العارفين في معنى قوله تعالى : * ( إِلَّا من أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) * [ الشعراء : 89 ] أي مما سوى الله ليس فيه غير الله وفي قول أهل التفسير : سليم من الشرك والنفاق . وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل وهذا لا يعدمه المؤمنون إلا الصديقين وقال : أكثر منافقي أمتي قراؤها . وهذا لا يعدمه العابدون إلا العارفين . ومن خواطر اليقين ما يرد بشيء لا تظهر دلائله في الظاهر

215

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست