responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 211


بالذكر ونعت نفس ساكنة بمزيد السكينة والبر كما وصف من قلوب المؤمنين في صريح الكلام وفي دليل الخطاب . فأما صريحه فقوله تعالى : * ( الَّذِينَ آمَنُوا وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) * [ الرعد : 28 ] وقوله تعالى : * ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ في قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ ) * [ الفتح : 4 ] وأما دليل الكلام الذي يشهد بالتدبر فقوله تعالى في وصف قلوب أعدائه المحجوبين : * ( كانَتْ أَعْيُنُهُمْ في غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً ) * [ الكهف : 101 ] ومثله : * ( أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى ) * [ النجم : 35 ] ففي تدبر معناه أن أولياءه المستجيبين له سامعون منه مكاشفون بذكره ناظرون إلى غيبه . وقال تعالى في مثله : * ( مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمى والأَصَمِّ ) * [ هود : 24 ] هذا فريق المتبعين للسبل المتفرقة عن سواء السبيل بهم الضالين عن سواء الصراط ، : * ( والْبَصِيرِ والسَّمِيعِ ) * [ هود : 24 ] هو فريق المهتدين المتبعين للصراط المستقيم . وقال تعالى : * ( ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وما كانُوا يُبْصِرُونَ ) * [ هود : 20 ] أو ألقي السمع وهو شهيد إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وقال صلَّى الله عليه وسلم في مجمل صفة القلب التقوى هاهنا وأشار إلى القلب وقال الله سبحانه وتعالى في ذكر القلوب المقفلة بالذنوب : * ( لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ ونَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ ) * [ الأعراف : 100 ] وقال تعالى في فض طابعها بالتقوى : * ( واتَّقُوا الله واسْمَعُوا ) * [ المائدة : 108 ] و * ( اتَّقُوا الله ويُعَلِّمُكُمُ الله ) * [ البقرة : 282 ] وفي الخبر : إذا أراد الله بعبد خيرا جعل الله زاجرا من نفسه وواعظا من قلبه . وفي الخبر الآخر : من كان له من قلبه واعظ كان عليه من الله حافظ .
وروينا في تفسير قوله تعالى : * ( رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلإِيمانِ ) * [ آل عمران : 193 ] قال سمعناه من قلوبنا وقال في ضده لأعدائه : * ( أُولئِكَ يُنادَوْنَ من مَكانٍ بَعِيدٍ ) * [ فصلت : 44 ] عن قلوبهم . وقال الله تعالى في التوبة من ميل القلوب وهمها :
* ( إِنْ تَتُوبا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) * [ التحريم : 4 ] . وبمعناه وهموا بما لم ينالوا فإن يتوبوا يك خيرا لهم . وقال في تحقيق العمى للقلب : * ( فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَبْصارُ ولكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي في الصُّدُورِ ) * [ الحج : 46 ] فأهل القلوب يتعظون بلا واعظ من خلق ويزدجرون بلا زاجر في ظاهر وسائر ما ذكرناه من الخواطر لا تعدمه المؤمنون والقلب خزانة الله تعالى من خزائن الغيب وهذه المعاني جنود الله تعالى مقيمة حول القلب يخفي منها ما يشاء ويظهر ويبدي منها ما يريد ويعيد ويبسط القلب بما يشاء منها ويقبضه فيما شاء عنها وكل قلب اجتمع فيه ثلاثة معان لم تفارقه خواطر اليقين ، ولكن يضعف الخاطر

211

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست