responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 210


في خزانة الجسم إذ كان مكانا للتكليف وموضعا للتصريف وسببا للتعريف العائد من معاني ذلك على صورة العبد من لذة النعيم أو عذاب أليم فلم يكن العقل غائبا فيكون العبد عن العقل ذاهبا ولم تكن الشهوة عازبة فتكون النفس مفقودة إذ في ذلك تضعيف لحجة الله تعالى عليه ووهن لبرهانه لأن العقل شاهد الحجة والشهوة في النفس مكان البلوى والنية في القلب طريق الحجة وذلك أصل سبب عود جزاء الأمر والنهي فالعقل مطبوع على التمييز مجبول على التحسين والتقبيح والنفس مجبولة على الشهوة مطبوعة على الأمر بالهوى وهذا نصيبهما من عطائه وهداه لهما إلى رشاده وإغوائه وخطهما من الكتاب وقسمهما من ولي الأسباب . كما قال تعالى في أحكام ما ذكرناه تكملة لما أخبرنا عما سبق في علمه : * ( أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى ) * وقال تعالى : * ( أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ من الْكِتابِ ) * [ الأعراف : 37 ] وقال تعالى : * ( كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ من تَوَلَّاهُ فَأنَّهُ يُضِلُّهُ ويَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ ) * [ الحج : 4 ] والخاطر السادس هو خاطر اليقين وهو روح الإيمان ومزيد العلم يردان إليه ويصدران عنه وهذا الخاطر مخصوص بخصوص لا يجده إلا الموقنون وهم الشهداء والصديقون لا يرد إلا بحق وإن خفي وروده ودق ولا يقدح إلا بعلم اختيار لمراد مختار وإن لطفت أدلته وبطن وجه الاستدلال به ولكن ليس يخفى هذا إلا الخاطر على مقصود به ومراد له وهم الذين وصفهم الله تعالى بالذكرى .
ورد الرسول صلَّى الله عليه وسلم إليهم الفتيا فقال سبحانه : * ( إِنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ ) * [ ق : 37 ] . أي من تولى الله حفظ قلبه . وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : ما حاك في صدرك فدعه والإثم حواز القلوب يعني ما يؤثر فيها فيحزها لرقتها وصفائها ولينها ولطفها وقال للرجل الذي سأله عن البر والإثم وهما أصلا أعمال الخير والشر استفت قلبك وإن أفتاك المفتون أي أن المتقين يعلمون معاني التأويل والرخصة عن علمهم العلانية وأنت على علم فوقهم مطالب بالتحقيق والعزيمة عن علمك السر وأهل الظاهر أيضا يعلمون حكم الله تعالى الظاهر عن علم اللسان الظاهر الذي هو حجة على أهل العلم الظاهر وقلبك فقيه منوّر بالإيمان تنظر به أو ينطق به حكم الله تعالى الباطن عن علم القلب الباطن الذي هو حقيقة الإيمان ومنفعته لأهل العلم الباطن ولا يصلح أن يرد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم سائلا إلا إلى فقيه فلو لا أن علم القلب هو حقيقة الفقه ما ردّ صاحبه من فتى أهل الظاهر إليه ولا حكم على المفتين به فقد صار علم القلب هو علم العلم إذ جعله الرسول صلَّى الله عليه وسلم قاضيا على المفتين بالحكم وصار عالم الباطن هو عالم العلماء إذ لم يسعه تقليد العلماء . وفي الحديث الآخر :
البر ما اطمأن إليه القلب وسكنت إليه النفس وإن أفتوك وأفتوك فهذا وصف قلب مكاشف

210

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست