responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 144


والدرهم . وروينا عن وبرة السلمي عن مجاهد قال : أوصاني ابن عباس بخمس لهن أحسن من الدرهم الموقوف ومن الذهب الموصوف قال : لا تتكلمن فيما لا يعنيك فإنه أقرب لك من السلامة ولا آمن عليك الخطأ ولا تتكلمن فيما يعينك حتى ترى له موضعا . فربّ متكلم فيما يعنيه قد وضعه في غير موضعه فلقي عنتا ، ولا تمارين حليما ولا سفيها أما الحليم فيقليك وأما السفيه فيؤذيك ، واخلف أخاك إذا غاب عنك بمثل ما تحب أن يخلفك به إذا غبت عنه واعفه مما تحب أن يعفيك منه واعمل بعمل رجل يعلم أنه مكافأ بالإحسان مأخوذ بالإساءة . وفي وصية العباس لابنه عبد الله قال : يا بني إني أرى هذا الرجل يقدمك على الأشياخ ويكرمك فاحفظ عني هذه الخصال لا تفشين له سرّا ولا تعصين له أمرا ولا تغتابنّ عنده أحدا ولا يطلعن منك على خيانة ولا يجربن عليك كذبة .
هذا في روايتين دخلت إحداهما في الأخرى قال في إحداهما : قلت للشعبي : كل واحدة منهن خير من ألف . فقال كل واحدة منهن خير من عشرة آلاف . وقال يوسف بن أسباط :
كان يقال ثلاث من كنّ فيه فقد استكمل إيمانه من إذا رضي لم يخرج رضاه إلى باطل وإذا غضب لم يخرج غضبه عن حق وإذا قدر لم يأخذ ما ليس له . وقد روينا مسندا من طريق .
وقال سري بن المغلس : ثلاث يستبين بهن اليقين ، القيام بالحق في مواطن الهلكة ، والتسليم لأمر الله عزّ وجلّ عند نزول البلاء ، والرضا بالقضاء عند زوال النعمة نعوذ باللَّه منه ، وقد روينا عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ثلاث من كنّ فيه استكمل إيمانه لا يخاف في الله لومة لائم ولا يرائي بشيء من عمله ، وإذا عرض عليه أمران : أحدهما للدنيا والآخر للآخرة آثر الآخرة على الدنيا . وفي الخبر المشهور ثلاث منجيات وثلاث مهلكات ، فأما المنجيات فخشية الله في السر والعلانية وكلمة العدل في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفقر وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه . وروينا في الخبر التكرم التقوى والشرف التواضع والغنى اليقين . وفي الحديث الآخر : الإيمان عريان ولباسه التقوى وزينته الحياء وثمرته العلم . وفي حديث عمار أسنده إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كفى بالموت واعظا وكفى بالخشية علما وكفى باليقين غنى وكفى بالعبادة شغلا .
روينا عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم سيد الخطباء وخطيب الخطباء وحكيم الحكماء في خطبة الوداع كلمات جامعات موجزات في الوعظ والتذكرة والتزهد والتبصرة وينتظم جميع معاني ما قيل في معناها رواه أبان بن عياش عن أنس بن مالك أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خطب على ناقته فقال : يا أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب وكأن الحق فيها على غيرنا وجب وكأن من نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوّئهم أجداثهم ونأكل

144

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست