responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 143


بثلاث فقال : * ( إِنَّ الإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) * [ العصر : 2 ] أي لفي خسران ونقص بفوت أوقاته وفقد أرباحه . ثم استثنى فقال : * ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وتَواصَوْا بِالْحَقِّ وتَواصَوْا بِالصَّبْرِ ) * [ العصر : 3 ] .
وقال في الوصف الثالث : * ( وتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ) * [ البلد : 17 ] واتباع الحق بمخالفة الهوى فيه الصلاح ، إذ في موافقة الهوى الفساد ، والصبر قوام الأمر ، وبمقداره يكون الريح والرحمة للخلق باب الرحمة من الخالق ومفتاح حسن الخلق ومعها حسن الظن وسلامة القلب وعندها ينتفي الحسد والغل ويوجد التواضع والذل ، وهذا وصف أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الذين اختارهم لصحبة نبيه عليه السلام وأنزل عليهم السكينة وأيدهم بروح منه فقال : * ( رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) * [ الفتح : 29 ] وقال تعالى في حقيقة الرحمة : * ( واخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ من الرَّحْمَةِ ) * [ الاسراء : 24 ] وقال في مثله عن وصف أحبابه لإخوانهم :
« أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ » . فهذه الثلاثة مفاتيح رقة القلب ومغالق القسوة وفي الرقة الإقبال على الله عزّ وجلّ وعلى الدار الآخرة والتيقظ لأمره والتفكَّر في وعده ووعيده وفي القسوة الإعراض وطول الغفلة فمحاسبة النفس تكون بالورع وموزنتها تكون بمشاهدة عين اليقين والتزين للعرض الأكبر يكون بمخافة الملك الأكبر وهو حقيقة الزهد .
وروينا عن علي رضي الله عنه : أما بعد فإن المرء يسره درك ما لم يكن ليفوته ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه . فما نالك من دنياك فلا تكترث به فرحا وما فاتك منها فلا تتبعه نفسك أسفا وليكن سرورك بما قدمت وأسفك على ما خلفت وشغلك لآخرتك وهمك فيما بعد الموت . وقال أيضا : الهوى شريك العمى . ومن التوفيق الوقوف عند الحيرة ونعم طارد الهم اليقين وعاقبة الكذب الذم وفي الصدق السلامة . رب بعيد أقرب من قريب وغريب من لم يكن له حبيب والصديق من صدق غيبه ولا يعدمك من حبيب سوء الظن ، نعم الخلق التكرم والحياء سبب إلى كل جميل وأوثق العرى التقوى وأوثق سبب أخذت به نفسك سبب بينك وبين الله عزّ وجلّ إنما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك والرزق رزقان ، رزق تطلبه ورزق يطلبك . فإن لم تأته أتاك وإن كنت جازعا على ما أتلفت من يديك فلا تجزعنّ على ما لم يصل إليك واستدلل على ما لم يكن بما كان فإن الأمور أشباه . وقال عبد الله بن عباس : لكل شيء آفة وآفة العلم النسيان وآفة العبادة الكسل وآفة اللب العجب وآفة الظرف الصلف وآفة التجارة الكذب وآفة السخاء التبذير . وآفة الجمال الخيلاء وآفة الدين الرياء وآفة الإسلام الهوى . وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : آفة أمتي الدينار

143

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست