نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 130
المهديين فأما هؤلاء فكلما بعدت عنهم ولم تنظر إليهم كان أقرب لك إلى الله عزّ وجلّ . وقد روينا عن أبي الدرداء فضيلة في الصف المؤخر قال سعيد بن عامر صليت إلى جنبه فجعل يتأخر في الصفوف حتى كنا في آخر صف فلما صلينا قلت له أ ليس يقال خير الصفوف أوّلها قال : نعم إلا أن هذه أمة مرحومة منظور إليها من بين الأمم وإن الله عز وجل إذا نظر إلى عبد منهم في الصلاة غفر لمن وراءه من الناس فإنما تأخرت رجاء أن تغفر لي بواحد منهم ينظر الله إليه وقد رفعه بعض الرواة أن أبا الدرداء سمع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : يقول ذلك : والصدقة مستحبة مفضلة يوم الجمعة خاصة فإنها تضاعف إلا على من سأل والإمام يخطب وكان يتكلم في كلام الإمام فهذا مكروه قال صالح بن أحمد : سأل مسكين يوم الجمعة والإمام يخطب وكان بجنب أبي فأعطاه رجل قطعة ولم يعرفه ليناوله إياها فلم يأخذها منه أبي وقال ابن مسعود : إذا سأل الرجل في المسجد فقد استحق أن لا يعطى وإذا سأل على القرآن فلا تعطوه . ومن العلماء من كره الصدقة على سؤال الجامع الذين يتخطون رقاب الناس إلا أن يسأل قائما من غير أن يتخطَّى المسلمين أو قاعدا في مكان . وروينا عن كعب الأحبار : من شهد الجمعة ثم انصرف يتصدق بشيئين مختلفين من الصدقة ثم رجع فركع ركعتين يتم ركوعهما وخشوعهما وسجودهما ثم يقول : اللَّهم إني أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم وباسمك الذي لا إله إلَّا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم لم يسأل الله عزّ وجلّ شيئا إلا أعطاه . وقد روينا عن بعض السلف على غير هذا الوصف قال : من أطعم مسكينا في يوم الجمعة ثم غدا وابتكر ولم يؤذ أحدا ثم قال حين يسلم الإمام اللَّهم إني أسألك ببسم الله الرحمن الرحيم الحي القيوم أن تغفر لي وترحمني وأن تعافيني من النار ثم دعا بما بدا له استجيب له وإن سمع قراءة الإمام لم يقرأ في صلاته إلا سورة الحمد لا غير وإن لم يسمع قراءته قرأ سورة مع الحمد إن أحب فأما من سمع قراءة الإمام وقرأ معه سورة الجمعة أو غيرها من السور فقد خالف الأمة وعصى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولا أعلمه مذهب أحد من المسلمين فإذا سلم من صلاة الجمعة قرأ وهو ثان رجله قبل أن يتكلم الحمد سبع مرات وقل هو الله أحد سبعا والمعوذتين سبعا سبعا . ففي ذلك أثر عن بعض السلف أن من فعله عصم من الجمعة إلى الجمعة وكان ذلك حرزا له من الشيطان واستحب له أن يقول بعد صلاة الجمعة : اللَّهم يا غني ، يا حميد ، يا مبدئ ، يا معيد ، يا رحيم ، يا ودود ، أغنني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك . يقال : من داوم على هذا الدعاء أغناه الله عزّ وجلّ عن خلقه ورزقه من حيث لا يحتسب ، وقد روي ابن عمر أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يصلَّي بعد الجمعة ركعتين . وروى أبو هريرة أنه كان يصلَّي
130
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 130