نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 131
بعدها أربعا . وروى علي وعبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يصلَّي بعدها ستا فإذا صلَّى العبد ست ركعات فقد استوعب جميع الروايات وأكره شراء الماء في المسجد للشرب أو لتسبيله لئلا يكون مبتاعا في المسجد فقد كره الشراء والبيع في المسجد فإن بايعه أو دفع إليه القطعة خارجا من المسجد وشرب أو سبل في المسجد فلا بأس وقد جاء عن بعض السلف أنه كره الصلاة في رحاب الجامع عن بعض الصحابة أنه كان يضرب الناس ويقيمهم من الرحاب ويقول : لا تجوز الصلاة في الرحاب فهذا عندي على ضربين وهو أن الصلاة في رحاب الجامع الزوائد فيه المتصلة بالصفوف المحيط بها حائط الجامع الأعظم كالصلاة في وسطه غير مكروهة ، والصلاة في رحابه المتفرقة في أفنيته التي هي من وراء جدر الجامع كله مكروهة ، وكذلك الصلاة في الطرقات المنفردة عن الجامع غير المتصلة بالصفوف لحجز طريق أو بعد مكان فلا يجوز . وهذا الذي كرهه من كان ينهي عن الصلاة فيه . فإذا صلَّى الجمعة انتشر في أرض الله عزّ وجلّ يطلب من فضل الله عزّ وجل ومن الفضل طلب العلم واستماعه ، ويقال : هو مزيد يوم الجمعة للعالم والمتعلم . قال الله عزّ وجلّ : * ( وعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وكانَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ عَظِيماً ) * [ النساء : 113 ] قال الله تعالى : * ( ولَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا ) * [ سبأ : 10 ] ، يعني بدليل نظيرها من الآية الأخرى في قوله تعالى : * ( ولَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وسُلَيْمانَ عِلْماً وقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا ) * [ النمل : 15 ] . وروينا عن أنس بن مالك في قوله عزّ وجلّ : * ( فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا في الأَرْضِ وابْتَغُوا من فَضْلِ الله ) * [ الجمعة : 10 ] . قال أما أنه ليس بطلب دنيا ولكنه عيادة مريض وشهود جنازة وتعلَّم علم وزيارة أخ في الله عزّ وجلّ فإن الذكر بالعلم وتعليم الناس إياه والتذكير باللَّه عزّ وجلّ والدعوة إليه في يوم الجمعة له فضل على سائر الأيام لأنه يوم المزيد ، فللقلوب فيه إقبال وتحديد ، وكذلك السعي إليه والاستماع له وحضور مجالس الذكر يوم الجمعة لا مجالس القصاص أفضل من سائر الأيام ، والمستمع شريك القائل في الأجر وقد قيل إنه أقرب للرحمة وقد كره العلماء الجلوس إلى القصاص سيما يوم الجمعة خاصة لأنهم يثبطون عن الغدوّ إلى الجامع في الساعة الأولى والثانية لأن الكتاب ورد بالفضل فيهما . فمن اتفق له عالم باللَّه عزّ وجلّ يذكره به ويدله عليه من علماء الآخرة الزاهدين في الدنيا يوم الجمعة غدوة في الجامع أو بعد صلاة الجمعة جلس إليه واستمع منه وإن حضر مفت يتكلَّم بعلم الدين وكان العبد محتاجا إلى ذلك وجالسة فهو الأفضل فإن مجالس العلماء في الجامع من زين يوم الجمعة ومن تمام فضله .
131
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 131