نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 125
الخبر المشهور : أن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عزّ وجلّ فيها شيئا إلا أعطاه . وفي لفظ آخر لا يصادفها عبد يصلَّي . واختلف في وقت هذه الساعة فقيل : إنها عند طلوع الشمس . وقيل : إذا قام الناس إلى الصلاة . وقيل عند الزوال . ويقال : مع الأذان . وقيل : هي إذا صعد الإمام المنبر وأخذ في الذكر . وقيل : بعد العصر من آخر أوقاتها . وقيل : عند غروب الشمس إذا تدلَّى حاجبها الأسفل . كانت فاطمة بنت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تراعي ذلك الوقت وتأمر خادمها أن ينظر إلى الشمس فيؤذنها بسقوطها فتأخذ في الدعاء والاستغفار في ذلك الوقت إلى أن تغرب الشمس وتخبر أن تلك الساعة هي المنتظرة وتؤثره عن أبيها صلَّى الله عليه وسلَّم فهذا جمل ما قيل في هذه الساعة بروايات جاءت في ذلك متفرقة حذفنا ذكرها للاختصار فليتوخ هذه الأوقات وليتعهد الدعاء فيها والصلاة فيما صلح منها . وقد قال بعض العلماء إن هذه الساعة مبهمة في جميع اليوم لا يعلمها إلَّا الله عزّ وجلّ كأنها بمنزلة ليلة القدر مبهمة في جميع شهر رمضان وكأنها مثل الصلاة الوسطى في جملة الصلوات الخمس . وقد قيل : إنها تنتقل في ساعات يوم الجمعة كتنقل ليلة القدر عند بعضهم في ليالي الشهر ، ذلك ليكون العبد طالبا إلى الله عزّ وجلّ وراغبا متضرعا مفتقرا في جميع ذلك اليوم . فمن واصل الأوراد فيه وعمر بالذكر كل ساعة صادفها بإذن الله عزّ وجلّ فإن لم يواصل الساعة في يوم واحد فليواصلها في جمع شتى وقتا على وقت على ترتيب أوقات يوم فإنها تقع في جميع الأوقات لا محالة وليكثر الدعاء والتضرّع وفي وقتين خاصة عند صعود الإمام المنبر إلى أن تقام الصلاة ويدخل فيها وعند آخر ساعة وقت تدلَّي الشمس للغروب . فهذان الوقتان من أفضل أوقات الجمعة ويقوي في نفسي أن في أحدهما الساعة المرجوّة . وقد اجتمع كعب الأحبار مع أبي هريرة واجتمع رأي كعب أنها في آخر ساعة من يوم الجمعة . فقال أبو هريرة : كيف تكون آخر ساعة وقد سمعت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : لا يوافقها عبد يصلي ولات حين صلاة . فقال كعب : أ لم يقل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : من قعد ينتظر الصلاة فهو في صلاة . قال : بلى . قال : فذاك صلاة . فسكت أبو هريرة فكأنه وافقه وليكثر من الصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في يوم الجمعة وليلتها وأقل ذلك أن يصلَّي عليه صلَّى الله عليه وسلَّم ثلاثمائة مرة . وقد جاء في الخبر من صلَّى عليّ في يوم الجمعة ثمانين مرة غفر الله له ذنوب ثمانين سنة . قيل : يا رسول الله كيف الصلاة عليك ؟ قال : تقول اللَّهم صلّ على محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وتعقدها واحدة فكيف ما صلَّى عليه بعد أن يأتي بلفظ ذكر الصلاة عليه فهي صلاة . والصلاة المشهورة هي التي رويت في التشهد وإن جعل من
125
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 125