نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 104
ربّ . فأما من رفع اللام فقرأ وقيله فتكون مستأنفة على الخبر وجوابها الفاء من قوله : * ( فَاصْفَحْ عَنْهُمْ ) * [ الزخرف : 89 ] أي قوله إن هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم . وقد تكون الواو في قوله وقيله للجمع مضمومة إلى علم الساعة والمعنى وعنده علم الساعة وعنده قيله يا رب جمع بينهما بعند فهذا مجاز هذه المقارى الثلاث في العربية ومما حمل على المعنى قوله عزّ وجلّ : * ( فالِقُ الإِصْباحِ وجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً ) * [ الأنعام : 96 ] ثم قال : * ( والشَّمْسَ والْقَمَرَ حُسْباناً ) * [ الأنعام : 96 ] فلو لم يحمل على المعنى لكانت الشمس والقمر خفضا اتباعا للفظ قوله فالق وجاعل ولكن معناه وجعل الشمس والقمر حسبانا وهي على قراءة من قرأ وجعل الليل سكنا متبعة لجعل ظاهر أو بمعناه قوله تعالى : * ( وامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وأَرْجُلَكُمْ ) * [ المائدة : 6 ] في قراءة من نصب اللام محمولا على معنى الغسل من قوله عزّ وجلّ : * ( فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وأَيْدِيَكُمْ ) * [ المائدة : 6 ] أيضا . ومن قرأ وأرجلكم خفضا حمله على اتباع الإعراب من قوله عزّ وجلّ : * ( بِرُؤوُسِكُمْ وأَرْجُلَكُمْ ) * [ المائدة : 6 ] فأتبع الإعراب بالإعراب قبله لأن مذهبه الغسل لا المسح واختيارنا نصب اللام في المقروء على نصب الغسل واتباع الوجه واليدين إلا أنه روي عن ابن عباس وأنس بن مالك نزل القرآن بغسلين ومسحين وسنّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم غسل الأقدام فنحن نفعل كما فعل . وقوله عزّ وجلّ : * ( ولَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ من رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وأَجَلٌ مُسَمًّى ) * [ طه : 129 ] من المقدم والمؤخر . فالمعنى فيه ولو لا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاما وبه ارتفاع الأجل ولو لا ذلك لكان نصبا كاللزام فأخر لتحسين اللفظ وبمعناه قوله عزّ وجلّ : * ( يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها ) * [ الأعراف : 187 ] المعنى يسألونك عنها كأنك حفيّ بها أي ضنين بعلمها ومثله قوله تعالى : * ( أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها ) * [ البقرة : 106 ] أي نأت منها بخير فقدم بخير وأخر منها فأشكل ومن المؤخر بعد توسط الكلام قوله عزّ وجلّ : * ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) * [ الانشقاق : 19 ] في قراءة من وحد الفعل هو متصل بقوله عزّ وجلّ : * ( يا أَيُّهَا الإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً ) * [ الانشقاق : 6 ] لتركبن طبقا عن طبق أي حالا بعد حال في البرزخ فأخر الأحوال للقرار في الدار وكذلك هو في قراءة من جمع فقال لتركبن أيها الناس فيكون الإنسان في معنى الناس كما ذكرناه آنفا ، ويكون الجمع عطفا على المعنى وإنما وحد للجنس فكأنه قال يا أيها الناس لتركبن طبقا عن طبق فأخر هذا الخبر لما توسطه من الكلام المتصل بالقصة ومعناه التقديم . ومثل هذا قوله عزّ وجلّ : * ( ولَوْ لا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ ) * [ النساء : 83 ] وقوله : * ( إِلَّا قَلِيلًا ) * [ النساء : 83 ] هو متصل بقوله : * ( لَعَلِمَهُ لَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ إلَّا
104
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 104