responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 103


كلهم وهذا أحب الوجهين إليّ لقوله عزّ وجلّ : * ( لِيُعَذِّبَ الله الْمُنافِقِينَ والْمُنافِقاتِ والْمُشْرِكِينَ والْمُشْرِكاتِ ) * [ الأحزاب : 73 ] ومثله قوله عزّ وجلّ : * ( وإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها ) * [ الشورى : 48 ] معناه وإنا إذا أذقنا الناس منا رحمة فرحوا بها فلما وحد الاسم وحد نعته دل عليه قوله تعالى : * ( وإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ) * [ الشورى : 48 ] فأظهر الجمع ومن الجمع المراد به الواحد قوله عزّ وجلّ : * ( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ) * [ الشعراء : 105 ] يعني نوحا وحده لأنه لم يرسل إلى قوم نوح غيره ودلّ عليه قوله تعالى : * ( إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ ) * [ الشعراء : 106 ] . فوحّد الجمع ومثله فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء يعني بذلك النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وحده يوم خيبر ومن الجمع المكني قوله عزّ وجلّ : * ( لَخَلْقُ السَّماواتِ والأَرْضِ أَكْبَرُ من خَلْقِ النَّاسِ ) * [ غافر : 57 ] يعني في هذا الموضع الدجال ونزل ذلك في الذكر الدجال واستعظامهم لوصفه وكذلك قوله تعالى : * ( الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ ) * [ آل عمران : 173 ] يعني رجلا واحدا قاله لهم وهو عروة بن مسعود الثقفي ، فجمع لفظه لأجل جنسه والعرب تجمع الواحد للجنس . وكذلك قيل في أحد الوجوه إن قوله عزّ وجلّ : * ( ثُمَّ أَفِيضُوا من حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) * [ البقرة : 199 ] يعني آدم صلَّى الله عليه وسلَّم وحده وهو أوّل من طاف بالبيت وأتاه جبريل وأشعر له المناسك وقد قرأت في بعض حروف السلف من حيث أفاض آدم فهذا شاهد له ومن المقدم والمؤخر لحسن تأليف الكلم ومزيد البيان والإظهار قوله عزّ وجلّ : * ( من كَفَرَ بِالله من بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا من أُكْرِهَ وقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمانِ ولكِنْ من شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً ) * [ النحل : 106 ] اختصاره ومؤخره من كفر باللَّه بعد إيمانه وشرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن وكد بقوله ولكن من شرح بالكفر صدرا لما استثنى المكره وقلبه مطمئن بإيمان ولم يجعل المكره آخر الكلام لئلا يليه قوله : * ( فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ من الله ) * [ النحل : 106 ] فيتوهم إنه خبره وجعل آخر الكلام فعليهم غضب من الله وهو في المعنى مقدم خبر الأوّل من قوله من كفر باللَّه من بعد إيمانه فأخر ليليه قوله تعالى : * ( ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الآخِرَةِ ) * [ النحل : 107 ] لأنه من وصفهم فيكون هذا أحسن في تأليف الكلام وسياق المعنى وكذلك قوله تعالى : * ( وقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ ) * [ الزخرف : 88 ] . هذا من المعطوف المضمر ومن المقدم والمؤخر فعاطفه قوله وعنده علم الساعة وضميره قوله وعلم قيله والمعنى وعنده علم الساعة وعلم قيله يا ربّ هذا على حرف من كسر اللام فأما من نصبها فإنه مقدم أيضا ومحمول على أن المعنى أي وعنده علم الساعة ويعلم قيله يا

103

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست