نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 102
إبليس أيضا فيكون المعنى هم به قد أشركوا في التوحيد أي أشركوه بعبادة الله عزّ وجلّ ومثل هذا قوله عزّ وجلّ : * ( فَأَثَرْنَ به نَقْعاً . فَوَسَطْنَ به جَمْعاً ) * [ العاديات : 4 - 5 ] . الهاء الأولى كناية عن الحوافر وهنّ الموريات قدحا يعني الخيل تقدح بحوافرها فتوري النار فأثرن به أي بالحوافر النقع يعني التراب والهاء الثانية كناية عن الإغارة فوسطن أي توسطن به بالإغارة وهنّ المغيرات صبحا وسطن جمع المشركين أغاروا عليهم بجمعهم والمشركون غارون وبهذا المعنى قوله عزّ وجلّ : * ( فَأَنْزَلْنا به الْماءَ فَأَخْرَجْنا به من كُلِّ الثَّمَراتِ ) * [ الأعراف : 57 ] الهاء الأولى عائدة على السحاب أي أنزلنا بالسحابة الماء وفي قوله به مبدل ومكنى . فالمكنى هو ما ذكرناه من أسماء السحاب والمبدل أن به بمعنى منه ومثل هذا قوله : * ( يَشْرَبُ بِها عِبادُ الله ) * [ الإنسان : 6 ] أي منها وهو صريح قوله في المفسر : * ( وأَنْزَلْنا من الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ) * [ النبأ : 14 ] يعني السحاب وهو قوله : * ( سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ ) * [ الأعراف : 57 ] وقوله في الهاء الثانية أخرجنا به من كل الثمرات يعني بالماء فجمع بين اسم السحاب والماء بالهاء فأشكل ومن البيان الثاني والثالث للخطاب المجمل قوله تعالى : * ( شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ) * [ البقرة : 185 ] فلم يفهم إلا أن القرآن أنزل في شهر رمضان ولم يدر أنهارا أنزل فيه أو ليلا . فقال في البيان الثاني : * ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) * [ الدخان : 3 ] . فلم يفهم منه إلا أنه أنزل منه ليلا في ليلة مباركة ولم يدر أي ليلة هي فقال في البيان الثالث : * ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) * [ القدر : 1 ] فهذا غاية البيان وبمعناه قوله تعالى : * ( ولَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ واسْتَوى آتَيْناهُ ) * [ يوسف : 22 ] . فهذا البيان الأوّل زيادة على الأشد وهو الوصف إلَّا أنه غير مفسر ثم قال في البيان الثاني : * ( حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ) * [ الأحقاف : 15 ] . ففسّر الأشد بالأربعين إذا كانت الواو للمدح والوصف في أحد الوجهين ومعناه الجمع قوله تعالى : * ( والْعَصْرِ . إِنَّ الإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) * [ العصر : 1 - 2 ] معناه أن الناس لفي خسر أي لفي خسران لقوله : * ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) * [ مريم : 96 ] ولا يستثنى جماعة من واحد وإنما يستثنى جماعة من جماعة أكثر منهم وإنما وحد الاسم للجنس وكذلك قوله تعالى : * ( يا أَيُّهَا الإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً ) * [ الانشقاق : 6 ] معناه يا أيها الناس إنكم كادحون دل عليه قوله عزّ وجلّ : * ( فَأَمَّا من أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ) * [ الانشقاق : 7 ] : * ( وأَمَّا من أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ ) * [ الانشقاق : 10 ] وإنما وحد النعت لتوحيد الاسم وكذلك قوله عزّ وجلّ : * ( وحَمَلَهَا الإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا ) * [ الأحزاب : 72 ] معناه حملها الناس
102
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 102