responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 375


قرن الله تعالى بينهما ووصف المؤمنين بهما فقال : * ( إِنَّ في ذلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) * [ لقمان : 31 ] فذكر الشكر بلفظ المبالغة في الوصف على وزن فعول ، كما ذكر الصبر على وزن فعّال وهو وصف المبالغة أيضا ، ولذلك اقتسما الإيمان نصفين ، كما جاء في الخبر : الصبر نصف الإيمان ، والشكر نصف الإيمان ، واليقين الإيمان كله ، لأن اليقين أصلهما وهما ثمرتاه عنه يوجدان لأن الشاكر أيقن بالنعمة أنها من المنعم وأيقن بإنجاز ما وعده من المزيد فشكر كما أيقن الصابر بمسّه بالبلاء لأنه هو المبتلى وأيقن بثواب المبلي وحسن ثنائه على الصابرين فصبر فلا حول ولا قوّة إلا باللَّه العلي العظيم ، فهما حالا الموقن إذ لا يخلو في أدنى وقت من أحد اثنين ، بليّة وتحية . إذ في كل شيء له آية فحاله في البليّة الصبر ، وحاله في التحية الشكر ، والله يحب الصابرين ويحب الشاكر وهذا آخر شرح مقام الشكر والحمد لله ربّ العالمين .
شرح مقام الرجاء ووصف الراجين وهو الرابع من مقامات اليقين .
قال الله تعالى : * ( الله لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ من يَشاءُ ) * [ الشورى : 19 ] وقال : جلت قدرته : * ( وكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ) * [ الأحزاب : 43 ] وقال تعالى : * ( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا من رَحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ) * [ الزمر : 53 ] وروينا في قراءة النبي صلَّى الله عليه وسلم : ولا يبالي أنه هو الغفور الرحيم . وفي الأخبار المشهورة فقبض قبضة فقال : هؤلاء في الجنة ولا أبالي المعنى والله أعلم أن رحمتي وسعت كل شيء فليس يضيق هؤلاء عنها ولا أبالي بدخولهم فيها ، ويكون هؤلاء أيضا في الجنة ، ولا أبالي بأعمالهم السيئة كلها . وقال سبحانه وتعالى في وصف المتقين : * ( والَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا الله ) * [ آل عمران : 135 ] فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله . وقال عزّ وجلّ في وصف المتوكلين : * ( إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ ) * [ النجم : 32 ] وقال تعالى مخبرا عن الملائكة الحافين حول عرشه : * ( والْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ويَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ في الأَرْضِ ) * [ الشورى : 5 ] وأخبر عزّ وجلّ أن النار أعدها لأعدائه وأنه خوّف بها أولياءه . فقال تعالى : * ( لَهُمْ من فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ من النَّارِ ومن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ الله به عِبادَهُ ) * [ الزمر : 16 ] ومثله قول عزّ وجلّ : * ( واتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ ) * [ آل عمران : 131 ] وقال : * ( فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ) * [ الليل : 14 ] لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى . وقال تعالى في عفوه عن الظالمين * ( وإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ ) * [ الرعد : 6 ] .

375

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست