responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 376


وروينا أن النبي عليه السلام لم يزل يسأل في أمته حتى قيل له : أما ترضى وقد أنزلت عليك هذه الآية : * ( وإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ ) * [ آل عمران : 135 ] وفي تفسير قوله تعالى : * ( ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) * [ الضحى : 5 ] قال : لا يرضى محمد صلَّى الله عليه وسلم أن يدخل واحد من أمته النار . وكان أبو جعفر محمد بن علي رضي الله عنه يقول :
أنتم أهل العراق تقولون أرجى آية في كتاب الله تعالى قوله تعالى : * ( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا من رَحْمَةِ الله ) * [ الزمر : 53 ] الآية . ونحن أهل البيت نقول أرجى آية في كتاب الله تعالى : * ( ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) * [ الضحى : 5 ] وعده ربه عزّ وجلّ أن يرضيه في أمته ، وروينا في حديث أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى : أمتي أمة مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة جعل عقابها في الدنيا الزلازل والفتن فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل رجل من أمتي رجلا من أهل الكتاب فيقال هذا فداؤك من النار . وروينا في لفظ آخر : يأتي كلّ رجل من هذه الأمة بيهودي أو نصراني إلى جهنم فيقول : هذا فدائي من النار فيلقى فيها . وفي الخبر : إن الحمى من فيح جهنم وهي حظ المؤمنين من النار ، وروينا في تفسير قوله تعالى : * ( يَوْمَ لا يُخْزِي الله النَّبِيَّ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ) * [ التحريم : 8 ] ، إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى نبيه صلَّى الله عليه وسلم : تريد أن أجعل حساب أمتك إليك ؟ فقال : لا يا ربّ أنت خير لهم مني . قال : إذا لا نخزيك فيهم . وقال سفيان الثوري رضي الله عنه : ما أحب أن يجعل حسابي إلى أبوي لأني أعلم أن الله تبارك وتعالى أرحم بي منهما .
وروينا في خبر سلمة بن وردان عن أنس بن مالك أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم سأل ربه تعالى في ذنوب أمته فقال : يا ربّ اجعل حسابهم إلي لئلا يطلع على مساوئهم غيري فأوحى الله تعالى إليه : هم أمتك وهم عبادي وأنا أرحم بهم منك لا أجعل حسابهم إلى غيري كيلا تنظر في مساوئهم أنت ولا غيرك . وقد روينا عنه صلَّى الله عليه وسلم : أنه قال حياتي خير لكم وموتي خير لكم ، أما حياتي فإني أبين لكم السنن وأشرع الشرائع ، وأما موتي فأعمالكم تعرض عليّ فما رأيت منها حسنا حمدت الله عزّ وجلّ وما رأيت منها شيئا استغفرت الله عزّ وجلّ لكم .
وروينا في الأثر : إذا تاب العبد من ذنوبه أنسى الله عزّ وجلّ ملائكته وبقاع الأرض معاصيه وبدلها حسنات حتى يرد القيامة وليس شيء يشهد عليه . وكذلك يقال : إن المؤمن إذا عصاه ستره الله تعالى عن أبصار الملائكة كيلا تراه فتشهد عليه . وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ذات يوم : يا كريم العفو ، فقال له جبريل عليه السلام : تدري ما تفسير يا كريم

376

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست